أويحي يشد أزر الرئيس في كل شيء جدّد التجمع الوطني الديمقراطي، "تمسكه الكامل" بمسار المصالحة الوطنية، واعتبر الأرندي في بيان له عقب اجتماع مكتبه الوطني، الخميس، برئاسة أمينه العام، أحمد أويحيى، أن "أي انحراف عن المصالحة الوطنية هو بمثابة انتصار قد يناله الإرهاب المعادي للجزائر وشعبها"، مضيفا "وهو المتخندق اليوم، بكل وضوح في خدمة جماعات إرهابية دولية، ترى في المصالحة الوطنية خطرا على حساباتها الدنيئة ضد الجزائر شعبا ودولة". * بيان التجمع الوطني الديمقراطي، أكد مقابل دعم وتأييد مسعى السلم والمصالحة الوطنية، مساندته لمواصلة مكافحة الإرهاب، منددا بالجرائم الإرهابية الأخيرة "التي استهدفت شعبنا مرة أخرى"، وبعد ترحمه على أرواح الضحايا ومؤازرة ذويهم، وكذا الترحم على أرواح شهداء الواجب الوطني في صفوف الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن وكذا المقاومين و"نوّه ببسالتهم في مكافحة الإرهاب". * الأرندي الذي قرر خلال اجتماعه عقد الدورة الأولى للمجلس الوطني للحزب بعد المؤتمر الثالث، يومي 18 و13 سبتمبر المقبل، جاء بيانه بعد ساعات فقط من تصريحات عضو مكتبه الوطني وأحد قيادييه، شهاب صديق، الذي قال أمام أعضاء المجلس الولائي للحزب بالعاصمة، الأربعاء المنصرم، إن "المصالحة الوطنية لم تنصف الباتريوت"، قائلا إنه "ليس من العدل أن يدمج الإرهابي الذي كان يقتل ويذبح في منصبه ويستفيد من تعويضات، فيما الباتريوت الذي تخلى عن عمله من أجل الجزائر، لا يحصل حتى على كيس حليب". * تجديد الأرندي لدعم مسعى المصالحة، اعتبره مراقبون، بمثابة "توضيحات" ووضع النقاط على التصريحات التي وردت على لسان شهاب، أحد القياديين المقربين من الأمين العام، أحمد أويحيى، غير أن هذا التجديد و"التصحيح" الذي تضمنه بيان المكتب الوطني للتجمع، حتى وإن لم يستعمل "الخطاب" ولغة "النقد" التي وظفها عضوه القيادي، فإنه حذر من "أي انحراف" عن المصالحة"(..)، ما قد يفهم منه ضمنيا التقييم ورسائل "اللوم" التي أطلقها شهاب، غير أن ذلك لا يعني "تراجع" الحزب الذي يترأس حاليا أمينه العام الحكومة، عن دعم مسعى السلم والمصالحة. * وترى أوساط مراقبة، أن بيان الأرندي، جاء ليقطع الألسنة، وخصوصا "خصوم" الحزب، التي قد تتوجه نحو فبركة وإنتاج تأويلات وتخمينات وتحليلات نابعة من كلام شهاب، تعطي الإنطباع بأن التجمع "يهاجم" و"يشكك" و"يشوش" على المصالحة!، خاصة وأن أمينه العام، يتبوّأ منصب رئيس حكومة الرئيس، عرّاب هذا المسعى الذي زكاه الجزائريون في استفتاء شعبي، ويعتقد مراقبون أن بعض القراءات تعاملت مع كلام شهاب بمنطق "ويل للمصلين"، حيث أبرزت "نقائص" ميثاق المصالحة وقزمت "مكاسبها"(..)، وجاء عقد الأرندي لاجتماع مكتبه الوطني-حسب متابعين- لقطع الطريق أيضا على أطراف قد تستثمر في الوضع للشروع في صناعة الإشاعة وإيهام الرأي العام في ظرف سياسي مميز بوجود "خلافات" مزعومة إما داخل الحزب بين قيادييه، وإما خارجه بين الحزب وتحديدا بين أويحيى والرئيس حول "حصيلة" المصالحة! * وقبل البيان، قال شيهاب: "نتفهم ضرورة تقديم السلطات لتنازلات من أجل تحقيق المصالحة، لكن عليها إعادة الاعتبار للباتريوت ولكل من ساهم في مكافحة الإرهاب"، مؤكدا أن المصالحة "حظيت بمصادقة الشعب الجزائري، لأنها تستجيب لتطلعاته، وقد أثبت بذلك أنه شعب سلم ووئام"، مشددا على اعتراضه للقراءات التي تفيد بفشل المصالحة على خلفية التصعيد الإرهابي الأخير، ما أكده بيان المكتب الوطني وتصريحات أحمد أويحيى، سواء بصفته أمينا عاما للحزب، أو كرئيس حكومة جددت في بيانها الذي أعقب اعتداءات يسر والبويرة، تمسكها بمحاربة بقايا الإرهاب ومواصلة تنفيذ مسعى السلم والمصالحة.