تتجه الأمور في المؤتمر الثالث للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي إنطلق أمس، إلى إعادة تزكية أحمد أويحيى كمرشح وحيد في المؤتمر على رأس الأرندي لعهدة ثانية، موازاة مع حديث في الكواليس عن تغييرات هامة ستمس المكتب الوطني حيث ينتظر أن تطير العديد من الرؤوس الحالية أبرزها رؤساء التنظيمات الجماهيرية المنضوية تحت لواء الحزب . وإن كان تجديد البيعة لأويحيى مرة ثانية متوقعا وبات في حكم المؤكد إلا أن الجديد في الأمر هو ظهور الكثير من المعطيات التي تؤكد بأن العملية ستتم عن طريق التزكية المباشرة وبصفة المرشح الوحيد من دون فتح باب الترشيحات أصلا. الأمر الذي لم تنفه حتى بعض الوجوه القيادية في الأرندي، وما هتافات المندوبين باسم أويحيى لمجرد دخوله القاعة رفقة ضيوف المؤتمر وتهرب جل القياديين من الحديث للصحافة إلا دليل على ذلك . وبالمقابل توقع العديد من العارفين بشؤون الأرندي، حدوث العديد من المفاجآت الثقيلة في ما يخص تشكيلة المكتب الوطني، حيث يجري الحديث في الكواليس عن رحيل العديد من الأسماء التي لم تعد تتوافق مع الإستراتيجية الجديدة للأمين العام للحزب أحمد أويحيى، الذي يكون قد رسم خريطة الأرندي في المرحلة الخماسية المقبلة، ويأتي في مقدمة الأسماء التي ينتظر خروجها من المكتب خالفة مبارك الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين ووزير النقل السابق محمد مغلاوي و نورية حفصي الأمينة العامة للإتحاد الوطني للنساء الجزائريات، وحتى بعض الأسماء التي كانت توصف بصاحبة الحظوة عند أويحيى تم تداول أسمائها ضمن الخارجين ويتقدمها نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الصديق شهاب .وما يزيد في هذا الطرح هو رغبة أويحيى في تشبيب القيادة وتطعيمها بأسماء جديدة قادرة على إعطاء الجديد تحسبا للإستراتيجية الجديدة التي ينوي أويحي رسمها بعد المؤتمر .من جهة أخرى عرفت قائمة الضيوف التي حضرت افتتاح المؤتمر غيابا شبه كلي للوجوه الأفالانية بداية بالأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم الذي طار أول أمس إلى البقاع المقدسة واعتذر عن الحضور، وانحصر بذلك التمثيل الأفالاني في شخص المكلف بالأعلام السعيد بوحجة الذي ألقى كلمة باسم الجبهة ركز فيها على دور التحالف كإطار وفضاء لتنفيذ برنامج الرئيس مذكرا بدور هذه الصرح في إنجاح ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، واعتبر بوحجة أن تكليف أويحي برئاسة الحكومة، يأتي في إطار مواصلة مسيرة التحالف الرئاسي ومسيرة التنمية التي شرع فيها الرئيس . من جهته ألقى أبو جرة سلطاني رئيس حمس كلمة مجاملة هنأ فيها من أسماه بصاحب الرئاسات الأربع بتكليفه برئاسة الحكومة، مذكرا بأنه يتمنى له وللأرندي النجاح من منطلق أن الشريك لا يسعه إلا أن يتمنى النجاح لشريكه.