يعتبر الفرع البلدي "اهرير" التابع لبلدية برج الحواس بولاية إيليزي، منطقة سياحية بامتياز، وهي كذلك مصنفة ضمن المناطق الرطبة في الجزائر، بموجب اتفاقية "رامسار"، حيث تحوي منطقة اهرير مسطحات مائية، وواحة نخيل، ما جعلها أهم مناطق استقطاب السياح بالطاسيلي خلال السنوات الذهبية للسياحة بالمنطقة، إلا أن مصاعب حياة سكان القرية كانت ولا تزال قائمة، بسبب مشاكل مزمنة في توفير الماء الشروب، وأخرى مرتبطة بتصريف المياه المستعملة بسبب وجود القرية في منخفض ذي طبيعة صخرية عقدتها تضاريس المنطقة وطبيعتها الجغرافية. الأمطار مصدر حياة السكان يعتبر الجفاف أكبر هاجس لدى سكان قرية أهرير السياحية، بالنظر إلى تزوّد سكانها من الماء الشروب ومياه سقي الواحة من آبار تقليدية، تعتمد على الطبقات السطحية التي تتغذى من مياه الأمطار، وفي حال نذرتها يتعقد الأمر، وتدخل القرية في فترات الجفاف جراء قلة تساقط الأمطار، على غرار ما تعرفه المنطقة مؤخرا. ليس شح الماء وحده ما يعكر صفو حياة سكان أهرير، بل مشاكل ضخ المياه من الآبار نحو خزانات الماء أيضا، حيث يعتبر تعطل تلك التجهيزات أهم مشاكل السكان وأكبر ما يؤرق المسؤولين على مستوى بلدية برج الحواس ودائرة جانت، حيث لا يعير مواطن هذه القرية أي اعتبارات لما يمكن اعتباره بالعجز المالي للبلدية، أين تتم المطالبة بإيجاد حلول فورية للمشاكل، خاصة وأن العديد من ردود الفعل لدى السكان تكون سريعة ومفاجئة وغريبة أحيانا، على غرار ما حدث الأسبوع الماضي، أين أقدم عدد من مواطني القرية على احتجاز منتخبين بالمجلس الشعبي البلدي بسبب مشاكل الماء الشروب والكهرباء ومسائل مرتبطة بما اعتبره سكان القرية ضعف الاهتمام بمشاكلهم. المياه المستعملة التهديد الأكبر للإنسان والبيئة تعتبر اهرير منطقة رطبة، حيث تحيط بالقرية خاصة المنطقة الشمالية والمنخفضة منها، مسطحات مائية، أعطت للقرية إضافة جمالية، إلا أن انخفاض القرية وتواجدها وسط سلسلة صخرية وجبلية، أجبر المصالح المختصة على إنشاء مصب إسمنتي على هيئة حوض لاحتواء المياه المستعملة بالقرية، أين يتم تفريغه بشكل دوري، بواسطة صهاريج خاصة نحو مناطق تقع في مناطق مرتفعة. أصبح تواجد أحواض للمياه المستعملة بجانب المسطحات المائية التي تضم ثروة سمكية، أكبر تهديد للمنطقة، خاصة عندما تتعطل عمليات تفريغ الحوض لأسباب مرتبطة بجوانب تقنية مختلفة، أين تفيض تلك المياه الملوثة نحو المسطحات المائية، كما حدث في العديد من المرات، وحسب كل الدراسات التي تمت إلى حد الآن بالنسبة للمياه المستعملة، فإنه لا حل تقني آخر يسمح بإبعاد الماء بالنظر إلى الانخفاض الكبير للقرية بالمقارنة مع المناطق الجبلية المجاورة، وفي أحسن الأحوال قد يتم اللجوء إلى ضخ المياه المستعملة، وهو أمر مكلف وغير وارد تماما في الوقت الحاضر، ما يجعل مياه الصرف الصحي كانت ولا تزال أكبر تهديد لسكان أهرير السياحية وبيئتها. حلول في الأفق لمشكل الكهرباء تعرف وتيرة انجاز الخط الكهربائي الرابط بين مدينة برج الحواس وأهرير على مسافة 80 كيلومترا تقدما لافتا، ما يرشح حل مشكل اضطرابات التيار الكهربائي بالقرية، بعد إتمام إيصال الشبكة، أين سيصبح المواطن بعد تواجد مؤسسة سونلغاز وتسييرها للشبكة داخل القرية، مجبرا على دفع تكاليف استهلاك الكهرباء، الذي يتم توفيره مجانا لسكان القرية إلى حد اليوم، أي أن تكلفة الإنتاج تقع على عاتق مصالح البلدية والولاية، من خلال مركز توليد الكهرباء المسير من طرف البلدية، حيث سيسمح حل مشكل الطاقة الكهربائية، في تحسين باقي الخدمات المرتبطة بها على غرار الاتصالات، والخدمة العمومية إجمالا. لكن توفر كل تلك الخدمات لن تلغي المصاعب المرتبطة بالتضاريس الصعبة للقرية، والتي تتفاقم مع تزايد سكانها، خصوصا ما تعلق بتوفير الماء ومعالجة مشكل المياه المستعملة، ومصاعب وإشكالات انجراف وتآكل المساحة الترابية المحدودة للقرية المعروفة بكونها صخرية، وكلها مرتبطة بتشكيل طبيعي يستحيل تغييره من طرف الإنسان.