قال شاهد من "رويترز" إن عشرات المحتجين اللبنانيين اعتصموا داخل مقر وزارة البيئة في العاصمة بيروت، الثلاثاء، مطالبين باستقالة الوزير محمد المشنوق. ونقلت وسائل إعلام لبنانية محلية عن وزير الداخلية إمهاله عشرات المحتجين في مقر وزارة البيئة في وسط العاصمة بيروت 30 دقيقة لإخلائه. ولم تتضح الخطوات التي ستترتب فيما لو رفض المحتجون التجاوب مع طلب وزير الداخلية نهاد المشنوق. ونظمت سلسلة من المظاهرات في لبنان ضد الحكومة إثر خلاف على تراكم النفايات في البلاد وعدم قيام الشركة المعنية المتعاقدة بجمعها. وقال شاهد "رويترز" إن الجنود راقبوا المتظاهرين الذين اعتصموا في ممر داخل الطابق الأعلى من مقر الوزارة في حين تجمع مئات المتظاهرين لدعم تحركهم خارج المبنى في وسط بيروت وسط تواجد كثيف لعناصر قوى الأمن. وهتف المتظاهرون في الخارج "مشنوق برا (أخرج) برا" في حين قال المعتصمون في الداخل إنهم دخلوا في مجموعات صغيرة قبل أن تقفل القوى الأمنية الباب الخارجي للمبنى. وأشار المتظاهرون إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان وزير البيئة لا يزال داخل المبنى على الرغم من أن القوى الأمنية أقفلت غرفة في الطابق الأعلى ومنعت المعتصمين ووسائل الإعلام من دخولها. وقال لوسيان بورجيلي من حملة "طلعت ريحتكم" التي نظمت النشاط "لم يحققوا مطالبنا.. نزلنا جميعا إلى الشارع وعبر عشرات الآلاف منا عن مطالبهم. مرة جديدة إنهم يهربون من المحاسبة ونحن لن نتحمل أن يحدث هذا بعد الآن." ويقول المتظاهرون إن أزمة النفايات التي أدت إلى تجمع أكوام النفايات في شوارع العاصمة بيروت ومناطق مختلفة وتحللها تحت شمس الصيف وشدة الحرارة تعكس التعفن داخل النظام السياسي وعدم كفاءة المسؤولين الطائفيين وفسادهم. ونزل الآلاف إلى الشارع في الأسبوع الماضي في مظاهرة ضد الفساد وهي الأكبر في تاريخ البلاد في هذا الإطار. واتخذت عدة مظاهرات منحى عنفيا في الشهر الماضي مما دفع رئيس الوزراء تمام سلام إلى التلويح باستقالة الحكومة وهي خطوة قد تدفع البلاد التي تعاني من أزمة سياسية وتمدد الحرب في سوريا المجاورة إلى مزيد من الاضطراب.