دعت حركة حمس، السلطات الجزائرية إلى تحريك دبلوماسيتها وعلاقاتها مع الدول من أجل وقف الاعتداء الصهيوني السافر على المسجد الأقصى، كما دعت جامعة الدول العربية إلى عقد دورة طارئة وكافة الشعب الجزائري إلى هبّة تضامنية واحدة، أمّا جمعية العلماء المسلمين فدعت بدورها إلى تنظيم وقفات إحتجاجية بعد صلاة الجمعة المقبلة. أشار إجتماع للمكتب التنفيذي لحركة مجتمع السلم أوّل أمس، إلى أنّ الانتهاكات التي يتعرّض لها المسجد الأقصى من قبل جنود الإحتلال الصهيوني والمستوطنين الإسرائليين هذه الأيّام استفزاز لمشاعر المسلمين في جميع بقاع العالم، على اعتبار أنّه وقف لهم جميعا، ودعت بناءا على ذلك السلطات الجزائرية إلى تحريك ديبلوماسيتها واستغلال علاقاتها مع الدول لوقف هذا الاعتداء السافر، كما وجّهت حركة حمس نداء لجامعة الدول العربية من أجل عقد دورة طارئة وتفعيل سياسة الدفاع العربي المشترك، وإتخاذ موقف جماعي لقطع جميع العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع الكيان الإسرائيلي، كما وجّهت حركة حمس دعوى لجميع شعوب العالم والمنظمات والجمعيات من أجل تنظيم انتفاضات شعبية عارمة دفاعا عن شرف المسجد الأقصى، ومن بين المعنيين بردود الأفعال، الجزائريون من خلال حراك شعبي وإعلامي وسياسي تعبيرا عن الغضب بخصوص هذه إنتهاكات مقدّسات المسلمين. من جانبها جمعية العلماء المسلمين في بيان لها إطّلعت عليه "الشروق"، إلى إحتجاجات قويّة بعد صلاة الجمعة المقبلة، بفناء مقّر الجمعية بالعاصمة. طالبت حركة مجتمع السلم الحكومة الجزائرية لتحريك دبلوماسيتها وعلاقاتها العربية والدولية للتدخل من أجل وضع حد للاستفزاز الإسرائيلي السافر لمشاعر المسلمين في العالم، ودعت جامعة الدول العربية إلى عقد دورة طارئة وتفعيل سياسة الدفاع العربي المشترك، واتخاذ الموقف الجماعي لقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني. وناشدت حمس في بيان لها، تلقت "الشروق" نسخة منه، جميع الأحرار والشرفاء في العالم للتحرك شعبيا ورسميا من اجل حماية هذا التراث الإنساني من التهديد الصهيوني، داعية الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحزاب والجمعيات والقوى الحية إلى انتفاضات شعبية عارمة دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك. وحذرت حركة مجتمع السلم العدو الصهيوني من مغبة الاستخفاف بمشاعر المسلمين جميعا، مؤكدة أن المسجد الأقصى هو وقف لكل المسلمين في العالم، وأن المساس به هو اعتداء سافر عليهم. وأشادت الحركة بالمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى الذين يمثلون خط الدفاع الأول عنه، داعية سكان الضفة الغربية وأرض 48 إلى الصبر والثبات وفضح هذه السياسات الإجرامية للعدو الصهيوني.
الراية الفلسطينية ترفرف في شرفات منازل المدن الجزائرية فضل العشرات من التجار عبر العديد من المدن الجزائرية، وضع صورة المسجد الأقصى على زجاج واجهات محلاتهم، لإبداء سخطهم وتذمرهم الشديدين لما يتعرض له هذا المكان المبارك والمقدس من أعمال تخريب وتدنيس بأقدام الجنود الصهاينة، فيما قام البعض الآخر من المواطنين بتعليق علم فلسطين على شرفات المنازل وواجهات العمارات، تضامنا مع الشعب الفلسطيني. ويعمد الڤالميون في كل مناسبة سياسية أو رياضية إلى إخراج العلم الفلسطيني ووضعه جنبا إلى جنب مع الراية الوطنية الجزائرية، لأنهم يعتبرون أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة من اعتداءات هو اعتداء على كرامة كل العرب والمسلمين. وقد بادرت مجموعة من الشباب أمس عبر عدد من المدن الجزائرية بتوزيع العلم الفلسطيني، على شرائح مختلفة من المجتمع، بغرض رفعه في مختلف المواقع، والتحسيس بالقضية الفلسطينية التي يعتبرها البعض جزءا لا يتجزأ من مختلف القضايا الأخرى التي يعيشها الشعب الجزائري.
الأصوات الفردية مشتتة واتحاد الكتاب يختبئ وراء اتحاد الكتاب العرب العدوان على الأقصى لا يعني الساحة الثقافية في الجزائر ألقت حالة الركود والتشتت التي تعرفها الساحة الثقافية الجزائرية بظلالها على مواقف صانعي الفعل الثقافي من القضايا الراهنة، بحيث لم نعد نسمع كثيرا لمثقفين رأيا أو حتى مجرد بيان استنكار في كثير من الأحداث التي تهم الوطن الكبير والصغير. وآخر هذه القضايا هو العدوان الأخير على المسجد الأقصى، حيث تسابقت الفعاليات الثقافية العربية من هيئات وأفراد إلى شجب هذا الفعل الجبان حتى وإن كان هذا الشجب من باب "أضعف الإيمان" بالنظر إلى حالة الوطن العربي والظروف التي تمر بها دول الجوار التي لا تسمح لها باتخاذ أي موقف "حاسم وجدي" من أحداث القدس التي تعد مساسا بمشاعر المسلمين على أبواب عيد الأضحى المبارك، ولكن الساحة الثقافية في الجزائر لم تتمكن حتى من الالتزام بأضعف الإيمان هذا حيث كانت أمس صفحات كبار المثقفين حتى من كانت فلسطين مادة دسمة في كتاباتهم اكتفوا بمواصلة تبادل صورهم و يومياتهم وكأن شيئا لم يحدث فيما صامت الهيئات الثقافية الأخرى عن الكلام المباح. فاتحاد الكتاب.. مثلا اكتفى رئيسه يوسف شقرة بالتأكيد على اتحاد الكتاب الجزائريين بصفته نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب المكلف بالاتحادات الجهوية لا يمكن أن يصدر عنه موقف خارج ذلك الذي صدر عن اتحاد الكتاب العرب لأنه جزء منه وأي كلام سيقوله هو تحصيل حاصل في الحقيقية لأن رأي الجزائر وموقف الجزائر من القضية الفلسطينية معروف ولن يتغير ولن يتزعزع. هذا، وقد أصدر اتحاد مصر بيانا أدان من خلاله الهجمات الأخيرة على القدس، حيث وصف البيان "الهجمات التي قادتها عصابات الكيان الصهيوني على المصلين العزل تصعيدا خطيرا ضد الأماكن المقدسة في القدس الشريف. وطالب اتحاد الكتاب المصريين "النقابات المهنية والعربية كافة باتخاذ موقف موحد لهذا السلوك الهمجي المستمر على المدنيين العزل وعلى المقدسات الدينية في القدس الشريف، كما يناشد منظمات المجتمع المدني العربية والعالمية الوقوف موقفًا قويّا ضد هذه الاعتداءات الهمجية ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد هذا الكيان العنصري".
حملات فايسبوكية لتنظيم وقفات احتجاجية وجمع التبرعات دعا شباب جزائريون عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، إلى تنظيم وقفات احتجاجية منظمة ابتداء من يوم الجمعة عبر ربوع الوطن لنصرة المصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى الذين طالهم الاعتداء الصهيوني بداية هذا الأسبوع، حيث عبر رواد هذه الصفحات التي أنشأها شباب جزائريون من مختلف الولايات بعد الاعتداء على المسجد الأقصى خصيصا لنصرة هذا الأخير، كما دعت بعض الجمعيات الخيرية في الجزائر إلى جمع تبرعات لإعادة إعمار المسجد الأقصى الذي خربته قوات الاحتلال الاسرائيلي ولقيت هذه الدعوة استحسان العديد من الشباب الجزائريين الذين أبدو رغبتهم في المساعدة ولو بالقليل لإعمار هذا الصرح الديني والتاريخي العظيم. واحتلت فيديوهات لطفلات يبكون أمهم فلسطين في أبيات شعرية حصة الأسد عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي، ونالت أكبر نسب للمشاهدة بعد الاعتداء وأبزها فيديو الطفلة التي تحدث قوات الاحتلال الفلسطيني بأبيات شعرية أذهلت المنصتين لها بقوة إلقائها ماجعل المصور والصحفي الذي حاورها ينهال بالبكاء لشدة تأثره بقوة شخصيتها. كما تداولت منتديات للصحفيين عبر مختلف الدول العربية بيان نقابة الصحفيين الفلسطينيين التي أدانت اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلية على 11 صحفي ومصور أثناء تغطيتهم للأحداث التي رافقت عملية اقتحام المستوطنين والقوات الاسرائيلية للحرم القدسي الشريف والاعتقال الذي طال المصور والصحفي الفلسطيني مصطفى الخاروف عند أبواب السلسة أحد أبواب المسجد الأقصى.