يرى مراقبون للعلاقات الجزائريةالأمريكية، أن الزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للجزائر هذا السبت، مهمة قياسا بمصالح واشنطن بالمنطقة وعلى رأسها البترول، بالإضافة إلى ليونة الدبلوماسية الجزائرية التي تعاملت بها الجزائر مع موضوع الاتحاد من أجل المتوسط والتي تكون شجعتها لتليين موقف الجزائر من قضية الشرق الأوسط. تحل وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس لأول مرة بالجزائر، يوم السبت القادم، في إطار جولة مغاربية تشمل ليبيا، الجزائر، تونس والمغرب لبحث العديد من القضايا الإستراتيجية، حسب ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، شون ماكورماك، يوم الثلاثاء. هذه الزيارة التي ستجمعها بكبار المسؤولين الجزائريين، في مقدمتهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية مراد مدلسي، تهدف الى تعميق الحوار السياسي وتوسيع التشاور وفتح آفاق مستقبلية وتأسيس للشراكة في العديد من القضايا الإقليمية والاقتصادية والأمنية بين البلدين. ويرى مراقبون، أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للجزائر، تصنف في خانة المهمة والمصيرية لوشنطن بمنطقة المغرب العربي، وهذا بالنظر للنقاط التي ستدرسها، ممثلة الإدارة الأمريكية والحكومة الجزائرية. ويتعلق الامر بقضية الشرق الأوسط، التي أبدت الحكومة الجزائرية بشأنها الكثير من الليونة والتساهل، بعد مشاركتها في قمة من أجل المتوسط بالعاصمة الفرنسية باريس بعد المساعي التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لضمان مشاركة الجزائر، وهو ما اعتبرته أوساط متتبعة لملف الشرق الأوسط بالتطبيع غير المعلن للحكومة الجزائرية مع إسرائيل، من منطلق أن مشاركتها في القمة يعني ضمنيا الاعتراف بإسرائيل كدولة مستقلة، وهو موقف جديد بالنسبة للجزائر التي اعتادت دعم القضية الفلسطينية على الصعيد الداخلي والخارجي. القضية الثانية، التي تشكل اهتماما بالغ الأهمية في نظر الإدارة الأمريكية، يتمثل في حقول النفط بالجنوب الجزائري ومصالحها المختلفة، التي لم تعد آمنة في تقدير الولاياتالأمريكية، ولهذا فهي تبحث عن آليات لتحصين وخلق الاستقرار لرعاية مصالحها وامتدادها في المستقبل، وهو السبب الذي سيجعلها تعيد اقتراح إقامة قاعدة عسكرية بالجنوب تحت مظلة دحر الإرهاب بالمنطقة وبريادة جزائرية، خاصة في ظل التصعيد الإرهابي الذي شهدته الجزائر في الآونة الأخيرة، محاولة تليين الموقف الذي لاتزال تتمسك الحكومة الجزائرية من خلال رفضها المبدئي لإقامة أية قاعدة أجنبية على إقليمها . القضية الموريطانية والموقف الذي أبدت الجزائر بشأنها، هو أيضا نقطة في صالح الإدارة الأمريكية التي لمست نوع من تقارب في وجهات النظر ستحاول استثماره لصالحها في المستقبل، على عكس الموقف الحكومة المغربية، بالإضافة الى الضغوط الممارسة على الجزائر في قضية فتح الحدود مع المغرب. وستشكل النقاط المشار إليها المحاور الأساسية في هذه الزيارة وفي علاقات الجزائروواشنطن، ومحطات لبناء العلاقات الدبلوماسية في المستقبل.