رايس ستبلغ الرئيس بوتفليقة لأول مرة مساندة واشنطن لسياسة المصالحة علمت "النهار" من مصدر دبلوماسي أمريكي بواشنطن، أن كاتبة الدولة للشؤون الخارجية، كوندوليزا رايس، ستزور الجزائر خلال النصف الثاني من شهر سبتمبر الجاري ضمن جولة ستقوم بها إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكشف المسؤول الأمريكي الذي تحدث ل"النهار"، وطلب عدم الكشف عن هويته، أن زيارة كوندوليزا رايس خلال شهر رمضان تعد الأولى من نوعها إلى الجزائر وتأتي في سياق دعوة رسمية كانت تلقتها سنة 2006 من قبل وزير الشؤون الخارجية السابق، محمد بجاوي، خلال زيارته لواشنطن. وأكد المتحدث أن السيدة كوندوليزا رايس التي ستزور دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حريصة على زيارة الجزائر، وقد أبلغت المسؤولين الجزائريين بأنها تتمسك بمحطة الجزائر "مهما كانت الظروف"، انطلاقا من رغبتها في تقديم "كل الدعم والسند السياسيين للسلطات الجزائرية". وذكر المصدر أن رايس ستبلغ المسؤولين في الجزائر دعمها الكامل لجهود مكافحة الإرهاب، بعد الجهود الكبيرة التي تم القيام بها خلال السنة الماضية والسنة الجارية لتفكيك خلايا التنظيم المسلح الذي ركز اعتداءاته على العمليات الانتحارية. كما ستكشف كوندوليزا رايس، لأول مرة، عن مساندة واشنطن وبصفة رسمية لسياسة السلم والمصالحة الوطنية التي أعلن عنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في فيفري 2006 ، وهي السياسة التي لم تكن واضحة للعواصم الغربية منذ الإعلان عنها بسبب "الخلط" الحاصل في فهم هذه السياسة التي تعتبر الأكثر فعالية في مكافحة الإرهاب وفي تفكيك خلايا التنظيم المسلح وبأقل الخسائر البشرية والمادية. وقال المصدر إن "رايس معجبة جدا بسياسة السلم والمصالحة التي تمكنت من تحييد عدد كبير من المسلحين دون إراقة دماء". وأضاف أن واشنطن "حريصة على أن تثني على هذه السياسة التي أثبتت فعالية كبيرة في الميدان". وجدد التأكيد على حرص واشنطن على دعم جهود مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات مع الجزائر باعتبارها شريكا أساسيا في المنطقة. وتعتقد كوندوليزا رايس أن التهديد الإرهابي في الجزائر صادر أساسا عن تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وأن التنظيم المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" غير موجود أصلا، بسبب رفض التنظيمات المتشددة في المغرب، تونس وليبيا وحتى في موريتانيا العمل تحت لواء هذا التنظيم المسلح الذي حول قيادة "الجماعة السلفية" إلى ما يشبه قيادة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وبهذه المقاربة المتميزة للوضع الأمني في الجزائر، ترى واشنطن أن سياسة السلم والمصالحة الوطنية عززت جهود قوات الأمن الجزائري في ضرب الهياكل الأساسية للتنظيم المسلح والذي يحاول استغلال شعارات "القاعدة" لاستقطاب المزيد من عناصر شبكات الدعم والإسناد. وتعتبر زيارة كوندوليزا رايس الأهم من نوعها لمسؤول سياسي أمريكي إلى الجزائر منذ فترة طويلة، وتأتي في سياق محاولات واشنطن بعث العلاقات مع الجزائر على أسس جديدة تراعي الكثير من المقتضيات التجارية والدبلوماسية. وستشمل محادثات رايس في الجزائر العديد من الملفات، على رأسها النزاع في الصحراء الغربية، حيث تحاول واشنطن تجديد عرض نظرتها لمعالجة الملف المتعثر منذ منتصف السبعينات. وتعترض الجزائر على المقترحات الأمريكية التي ترى فيها دعما غير مباشر لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الأراضي الصحراوية. وكانت كوندوليزا رايس قد وجهت رسالة إلى الشعب الجزائري بتاريخ 20 ماي الماضي، تليت خلال حفل تدشين المبنى الجديد للسفارة الأمريكية. وجاء في الرسالة عزم واشنطن على "مرافقة الجزائر في بناء أمة جديدة" وتعهدت بالعمل على تعزيز العلاقات وتنويعها مع الجزائر في مختلف المجالات، وأثنت على وضع العلاقات الثنائية وقالت إنها تطمح إلى تعزيزها خاصة على مستوى فئات المجتمع المدني.