ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إن وزيري الصحة السعودي والإيراني اتفقا، الخميس، في جدة على إعادة جثامين الحجاج الإيرانيين الذي قضوا خلال التدافع في مشعر مِنى بالقرب من مكةالمكرمة الأسبوع الماضي. وأوضحت الوكالة، فجر الخميس، بعد اجتماع في جدة بين وزير الصحة السعودي خالد الفالح ونظيره الإيراني حسن هاشمي، إن "الطرفين اتفقا على نقل جثامين المتوفين الإيرانيين الذين تم التعرف عليهم بأسرع وقت". كما اتفقا على "الاستمرار بالتواصل للتعرف على البقية ورعاية حالة المصابين"، حسب الوكالة. وارتفعت حصيلة القتلى الإيرانيين جراء حادث التدافع في مِنى من 241 إلى 464 قتيلاً، وفق آخر حصيلة أعلنتها منظمة الحج والزيارة الإيرانية، الخميس، بعد أسبوع على المأساة. وجاء اجتماع الوزيرين وسط تصعيد في الحرب الكلامية بين الإيرانيين والسعوديين الأربعاء مع تلويح طهران برد "قاس" في حال عدم إعادة جثامين حجاجها الذين قضوا خلال التدافع في مِنى أول أيام عيد الأضحى المبارك، وإعلان التحالف العربي بقيادة الرياض ضبط زورق صيد إيراني يحمل أسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن. ومنذ الأسبوع الماضي، أدت مأساة التدافع إلى جعل هذا الموسم الأكثر دموية بالنسبة للحج منذ 25 عاماً، كما أسفر عن مزيد من التوتر في العلاقات بين المملكة السُّنية والجمهورية الشيعية. واتهمت إيران علناً الرياض بعدم الكفاءة في تنظيم الحج، فيما اتهمت الرياضطهران بالسعي إلى "تسييس" الكارثة. وأرجئت إعادة جثامين قسم من الحجاج الإيرانيين إلى طهران بعد أن كانت مقررة الثلاثاء. وأعلن مسؤولون إيرانيون تأخير العودة لأسباب إدارية تتعلق بتصاريح هبوط الطائرات المكلفة ذلك في السعودية. وأكدت السلطات الإيرانية، أن أخبار دبلوماسي إيراني رفيع انقطعت منذ حادث التدافع. وكان غضنفر ركن ابادي (49 عاماً) سفيراً لإيران في بيروت بين عامي 2010 و2014 وهو منصب حساس جداً نظراً للعلاقات الوثيقة بين إيران وحزب الله اللبناني والحرب في سوريا وأيضاً موقع إسرائيل الجغرافي على الحدود مع لبنان. وقد عاد الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى طهران، الثلاثاء، بعدما اختصر زيارته لنيويورك، حيث كان يحضر الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، لأنه يريد أن يكون موجوداً في طهران عند وصول الجثامين. كما تبادل الإيرانيون والسعوديون أيضاً اتهامات حول سوريا. فالثلاثاء وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن إيران، حليف نظام بشار الأسد "جزء من المشكلة ولا تستطيع أن تكون جزءاً من الحل". واتهم طهران بأنها "قوة احتلال" في سوريا.