أكدت »لودويك دومينيك«، رئيسة جمعية الشباب المتشرد بمرسيليا والتي تعنى بالتكفل بالأشخاص دون مسكن قار أو ما يعرف بالمتشردين، في تصريح ل»الشروق اليومي«، أن ما نسبته 58 بالمائة من الشباب المتشرد في فرنسا هم من جنسية مغاربية من مجموع 34 جنسية مختلفة تمثل المتشردين في شوارع فرنسا، مضيفة أن الشباب القادم من الشرق الجزائري وبالضبط من مدينة عنابة يمثلون أعلى نسبة للمتشردين بذات البلد. وذكرت »لودويك دومينيك« على هامش زيارتها لمقر وزارة التضامن الوطني، أول أمس، أن الجمعية التي تأسست في 1994 تتكفل اليوم بأكثر من 200 متشرد سنويا تعمل على إعادتهم إلى مواطنهم الأصلية تدريجيا، إلا أن الرقم يصل إلى 500 متشرد إذا احتسبنا المتشردين الذين يمكثون في الشوارع الفرنسية لمدة قصيرة على اعتبار أن دول حوض البحر الأبيض المتوسط دول استقبال وعبور للمهاجرين السريين.وأضافت، أن رقم المتشردين في السنة الماضية ارتفع إلى أكثر من مائتين، ما يستدعي التفكير جديا في هذه الظاهرة. وأشارت ذات المتحدثة، أن ترتيب جنسيات المتشردين اختلف بشكل واضح، إذ كان المهاجرون اللاشرعيون الفارون من حرب كوسوفو يشكلون أعلى نسبة من المتشردين في فرنسا ومن ثم الأفارقة، إلا أن مؤشرات السنوات الأخير تؤكد أن المغاربة هم الأكثر بشوارع فرنسا دون مسكن قار وأغلبيتهم من المهاجرين غير الشرعيين مع وجود بعض الحالات للعائلات المغاربية المقيمة بفرنسا والتي فضّل أبناؤها الشارع وهم شباب يملك وثائق الإقامة بحكم المولد في فرنسا، لكن عادة ما تؤدي الضغوط الاجتماعية أو النفسية للهروب من البيت العائلي واختيار الشارع كملاذ أو بديل، مؤكدة أن الجمعية تعمل على التكفل بهم واحتوائهم حتى يتم إقناعهم بضرورة العودة إلى البيت العائلي وذلك بالتنسيق مع أهاليهم.واختتمت رئيسة جمعية الشباب المتشرد تصريحها بالقول، إن الجميع مطالب اليوم بمعالجة هذه الظاهرة التي تعد نتاجا للهجرة السرية بالدرجة الأولى وأن وجود أشخاص دون سن ال18 بالشارع يعد أكبر خطر يحدق بالمجتمع، لأن أولئك الأطفال والمراهقين هم رجال الغد وإن تركوا دون رعاية نجزم أنهم سيتحولون إلى قنابل ومتفجرات الشوارع.