سارع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، منذ ليلة أمس الأول، إلى تداول تعليقات حول الاعتداءات الإرهابية في باريس، معلنين عن تضامنهم وكذا رفضهم للإرهاب الهمجي من جهة، مدافعين عن الإسلام في تغريدات تؤكد في مجملها بأن الإرهاب لا دين له، وأخرى تربط التفجيرات مع يوم الشؤم لدى الأوربيين الجمعة 13. وكعادتهم، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، سواء تويتر أم الفايسبوك، عاشوا ليلة بيضاء وتفاعلوا مع الأحداث التي وقعت في باريس عبر كل بقاع العالم، من الجزائر ولبنان ومصر وأمريكا وباريس والقائمة تطول. فما هي إلا لحظات حتى شارك نشطاء الفايسبوك في صنع الحدث ونقله مباشرة والتعليق عليه من خلال صفحات خاصة تم إنشاؤها ومشاركتها عبر هاشتاق ليصل الجميع عبر أنحاء المعمورة، حيث وصفوا ما حصل في باريس بليل دام، وعاد الإرهاب من جديد ليرعب الفرنسيين بعد نحو 10 أشهر من أحداث شارلي إيبدو. ومن بين التعليقات المتداولة على التفجيرات في التويتر والتي تصف ما حصل في باريس أنه "ليلة مظلمة في عاصمة النور". ومن التغريدات المتداولة "باريس تحت النار" و"باريس تشتعل"، في وقت هبت فيه مشاعر التضامن من كل بقاع العالم في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال إطلاق هاشتاق "أبواب مفتوحة". وهو مبادرة إنسانية أعلن فيها الفايسبوكيون في فرنسا عن فتح منازلهم للمتضررين الموجودين في الشارع رقم 10 لإيوائهم ريثما تهدأ الأوضاع، فيما أطلق موقع فايسبوك ميزة فحص الأمان للموجودين بباريس، داعيا الأشخاص ليبلغوا أصدقائهم إن كانوا بخير، وحقق التطبيق تجاوبا كبيرا منذ الساعات الأولى للاعتداء. وفي إطار المقارنة بين أحداث 11 سبتمبر بأمريكا وكذا 13 نوفمبر بباريس، تداول نشطاء الفايسبوك صورا للرئيس الفرنسي هولاند الذي كان موجودا بالملعب لحظة تلقيه نبأ الاعتداء الإرهابي الأكبر من نوعه في تاريخ فرنسا، وكذا صورة الرئيس الأمريكي بوش لحظة تلقيه خبر التفجيرات التي استهدفت برجي التجارة العالميين. وكان رد فعلهما متشابها. كما سارع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحديث عن تزامن التفجيرات مع يوم الجمعة13 الذي يعتبر يوم شؤم لدى الأوروبيين وكثيرا ما يرتبط بالأحداث المأساوية. وبهذا ستبقى اعتداءات باريس راسخة في الأذهان بتزامنها مع "جمعة 13" ليصبح الجمعة الأسود مثل سبتمبر الأسود. وباشر ناشطو الفايسبوك والتويتر إلى إطلاق حملات واسعة للدفاع عن الإسلام، مبدين تضامنهم مع ضحايا الاعتداء من منطلق الإنسانية، حيث غرد أحد الناشطين بتويتر: "أتبرأ من التفجيرات أيا كانت طالما أنها اعتداء على الأبرياء.. أتبرأ منها ليس من أجل فرنسا بل لأن ديني ينبذ الإرهاب"، فيما ذهب آخر إلى حد القول بأنه ليس ضد نبذ الإرهاب والاعتداء، لكنه ذكر بأنه لا يمكن أن نعطيهم قيمة أكثر من ضحايانا في فلسطين وسوريا والعراق. أما المصريون فتداولوا صورا مكتوبا عليها "فرنسا تعلق رحلاتها نحو مصر". وهذا بسبب أحداث شرم الشيخ ليردوا بالقول بأن مصر ستعلق رحلاتها نحو باريس الآن. فيما كانت خرجة بعض الإعلاميين المصريين على تويتر تحمل في طياتها انتقاما وشماتة رفضها المصريون من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنه لا يمكن الشماتة في اعتداء إرهابي، حيث أغضبت تغريدة الإعلامية المصرية لميس الحديدي الكثير منهم بعدما دونت على صفحتها: "عاوزين نبعث لجنة تفتيش على المطاعم في باريس كدة قلق" لتتبعها بوسي شلبي التي وضعت صورة لبرج إيفيل في "انستغرام وعلقت بالقول: "قالوا مش عارفين نأمن مطار شرم، طب انتم مش عارفين تأمنوا الإستاد والريس بتاعكو هناك داين تدان".. فيما كانت خرجة الإعلامية الكويتية فجر السيد غير متوقعة، التي قالت صراحة إنها شمتانة وغردت: "شرطة باريس تدعو المواطنين إلى عدم المغادرة إلا في الضرورة القصوى. هههه.. شمتانة بصراحة".