التقى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أمس الجمعة، ملك المغرب محمد السادس، في العاصمة الفرنسية باريس، وتأتي زيارة الملك إلى فرنسا في في خضم "الضجيج الإعلامي" حول الدور المغربي في عملية سان دوني، التي قتل فيها المشتبه بأنه العقل المدبر لاعتداءات باريس، البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد أباعود. ومن المنتظر أن يتباحث هولاند وضيفه، حول قضايا مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن المحيط الرئاسي أن العاهل المغربي يوجد على الأراضي الفرنسية في زيارة خاصة وطلب لقاء الرئيس فرانسوا هولاند، ونفت أي علاقة مباشرة بين هذه الزيارة وتورط أشخاص من أصول مغربية في الاعتداءات، كما سيتم بحث مراجع إعلامية وتبادل المعلومات بين البلدين. لكن بالنسبة للكاتب ومدير مجلة "إفريقيا آسيا" ماجد نعمة، فإن زيارة محمد السادس"انتهازية بامتياز"، ويقول ل"الشروق": "الزيارة انتهازية، وتأتي بعد تهليل الإعلام الفرنسي بفرضية أن المغرب قد قدم معلومات استخباراتية كللت بمقتل اباعود". وينكر نعمة على المغرب ادعاءه محاربة الإرهاب، وبالمقابل المساهمة وبقوة في إنتاج الظاهرة الإرهابية، ويؤكد "لا ينبغي للمغرب الادعاء أنه يحارب الإرهاب، وهو طرف قوي في مبادرة أصدقاء سوريا التي عملت على تدمير الدولة السورية، وانتقال آلاف الإرهابيين إلى هذا البد العربي، ولعل رقم 3 آلاف مغربي في تنظيم داعش خير دليل"، ويتابع "الزيارة للدعاية لا غير". وإن كان محمد السادس يقدّم نفسه على أنه "شرطي أوروبا "وتحديدا فرنسا، في الضفة الجنوبية للمتوسط، فإن ماجد نعمة ينفي هذه القراءة، من منطلق ضعف المملكة المغربية، ويقول "لا يستطيع المغرب أن يكون شرطيا حتى على نفسه، فهو يواجه أزمات كثيرة، وآخرها ما حصل في مدينة طنجة" ويقصد بذلك الاحتجاجات الشعبية الكبيرة ضد غلاء فواتير الكهرباء والماء في الآونة الأخيرة. وبخصوص إمكانية تأثير "التحالف الظرفي" بين المغرب وفرنسا على حساب الجزائر، يتوقع نعمة عكس ذلك "العلاقة بين الجزائروباريس قوية، ولا أعتقد أن يغامر الساسة في فرنسا ويخاطروا بها من أجل المغرب".