رفض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو المزاعم الروسية بأن بلاده تشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ووصفها، الخميس، بأنها "دعاية سوفيتية الأسلوب". وقالت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأربعاء، إن لديها أدلة على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأسرته يستفيدون من التهريب غير القانوني للنفط من الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" في سوريا والعراق. ورداً على المزاعم الروسية حيال شراء تركيا النفط من تنظيم "داعش"، قال أردوغان، اليوم (الخميس)، إن الإدعاءات الروسية في هذا الصدد، تتنافى مع القيم الأخلاقية، وخاصة الاتهامات التي طالت أسرته. وجاءت تصريحات أردوغان في كلمة ألقاها لدى حضوره اجتماع إحدى النقابات العمالية التركية، في العاصمة أنقرة. وفي هذا الصدد، قال أردوغان: "إن الزج بأسرتي في هذا الموضوع أمر غير أخلاقي، لا سيما أن القنوات الإيرانية، فعلت نفش الشيء من قبل. وكنت قد تباحثت مع الرئيس الإيراني بهذا الشأن، وقلت له إنكم تقعون في خطأ كبير، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإن عواقب ذلك ستكون وخيمة، وستدفعون ثمناً باهظاً، وبعد عشرة أيام، مسحوا هذه الإدعاءات من مواقعهم"، مشيراً أن "أنظمة الكذب والافتراء والتقية تقف وراء هذه الإدعاءات". وطالب أردوغان، روسيا بإثبات مزاعمها حيال شراء تركيا للنفط من التنظيم، بالوثائق، وفي حال عدم تمكنها من ذلك، فإن اتهاماتها مجرد افتراءات. كما أشار الرئيس التركي، في هذا السياق، إلى قيام رجل الأعمال السوري "جورج حسواني" الذي يحمل الجنسية الروسية، بتجارة النفط المهرب من "داعش"، مشيراً إلى وجود أدلة تثبت صحة ذلك لدى وزارة الخزانة الأمريكية. وأوضح أردوغان، أن تركيا ليست لديها خصومات مع الدول، التي تختلف معها في وجهات النظر حيال القضية السورية، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة احترام سيادة تركيا. وانتقد الرئيس التركي، المبررات التي تقدمها موسكو حيال تدخلها العسكري في سوريا، والتي تدعي أنها تلبي دعوة النظام السوري، قائلاً "إنكم لستم مُجبرين في مساعدة نظام فقد شرعيته، وقتل 380 ألفاً من أبناء شعبه، على روسيا أن تعي هذا الأمر جيداً، وقد أعلمت السيد بوتين بذلك مراراً". وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي، الخميس، قبل أن يسافر للقيام بزيارة رسمية لأذربيجان: "في فترة الحرب الباردة كانت هناك آلة دعاية سوفيتية. لا يعير أحد انتباها لكذب آلة دعاية سوفيتية الأسلوب". وأضاف داود أوغلو، إن رفض الولاياتالمتحدة المزاعم الروسية هو دليل آخر على أن روسيا تردد روايات مختلقة. ورفضت الولاياتالمتحدة بشكل قاطع، يوم الأربعاء، الاتهامات الروسية، بأن الحكومة التركية ضالعة مع تنظيم "داعش" في تهريب النفط من سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، إنه لا توجد أدلة تدعم هذا الاتهام. لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسؤولين أمريكيين كباراً عبروا خلال الأيام القليلة الماضية عن خيبة أملهم من الثغرات الأمنية المستمرة على طول نحو مائة كيلومتر من الحدود التركية يسيطر تنظيم "داعش" على الجانب السوري منها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست، يوم الأربعاء، إن بعض المناطق لازالت غير مؤمنة بشكل جيد. وصرح داود أوغلو، بأن تركيا تقيم "حواجز مادية" بامتداد المنطقة التي يسيطر عليها متشددو تنظيم "داعش" في الجانب السوري من الحدود. وقال إن تركيا تعمل مع شركاء في التحالف في مسعى لطرد مقاتلي "داعش" من الجانب السوري من الحدود في الفترة القادمة. وأضاف "تجري إقامة حواجز مادية في 98 كيلومتراً من الحدود تحت سيطرة 'داعش'.. تركيا تقوم بكل ما يلزم من عمل مع عناصر التحالف لطرد 'داعش' من الحدود في الفترة القادمة".