سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنقرة تعلن عن جملة إجراءات لتفادي صدامات محتملة مع موسكو القائد السابق للأسطول الروسي في البحر الأسود: "لا تستطيع أنقرة إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام سفننا"
* الرئيس الروسي يتهم الأتراك بشراء النفط من داعش بحث المجلس العسكري الأعلى لرئاسة الأركان التركية، خلال اجتماع ترأسه رئيس الوزراء، أحمد داوود أوغلو، الخميس، الأحداث الأخيرة على الحدود التركية السورية ومنها إسقاط سلاح الجو التركي لطائرة سوخوي التركية، حيث قالت أنقرة أنها انتهكت أجواءها، إلى جانب العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع روسيا. وقال بيان أصدره المسؤولون الأتراك في ختام اجتماعهم: ”إن رئاسة أركان الجيش التركي تعكف على اتخاذ تدابير لتفادي حوادث غير المرجوة بين القوات المسلحة لكلا البلدين. وقال أوغلو لصحيفة ”تايمز” البريطانية إن تركيا ستتعاون مع روسيا وحلفائها لنزع فتيل التوتر الذي يشوب العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن ”إجراءات أنقرة لحماية الأراضي تظل كما هي بدون تغيير”. وقال أوغلو لصحيفة التايمز اللندنية إن قتال التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم ”الدولة الإسلامية” (داعش) يمثل الأولوية القصوى. وأضاف، تقول روسيا إن مقاتلة تركية من طراز أف-16، أسقطت طائرتها الحربية في الأجواء السورية، ولكن الأتراك يقولون إن الطائرة الروسية انتهكت مجالهم الجوي. ويجب على تركيا حماية سيادتها الوطنية.ومن جهتها، قالت صحيفة ”حريت”، أمس، نقلا عن مصادر دبلوماسية، إن الطيران العسكري التركي علّق الرحلات في سماء سوريا في إطار عملية التحالف الدولي، بعد حادثة طائرة ”سو-24” الروسية. ويشار إلى أنّ الطائرة الروسية تحطمت على سفح جبل على الجانب السوري من الحدود في منطقة يسيطر عليها متمردون سوريون. وقتل أحد طياريها المتكون من شخصين بنيران متمردين سوريين أثناء هبوطه بالمظلة من الطائرة المحترقة، أما الطيار الآخر فقد تم إنقاذه في عملية نفذتها قوات خاصة سورية-روسية. وكان بوتين اعتبر الحادث طعنة في ظهر محاربي الإرهاب من لدن حليف يساند الإرهاب. ومن جانبه، قال رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف إن تركيا ”نسفت” علاقات الجيرة الطيبة التي كانت تربطها بموسكو. وفي ذات الشأن، قال الأدميرال فيكتور كرافتشينكو، القائد السابق للأسطول الروسي في البحر الأسود، لوكالة ”سبوتنيك”، في إشارة إلى أخبار تحدثت عن احتمال إغلاق السلطات التركية لمضيقي البوسفور والدردنيل في وجه السفن الروسية المتجهة إلى سوريا، إن تركيا لا تستطيع إغلاق مضيقي البحر الأسود أمام السفن الروسية، منوها إلى أن أنقرة لا تستطيع انتهاك الاتفاقية الدولية المذيلة بتواقيع غالبية دول العالم، ومشيرا إلى أنّ السلطات التركية لم تقدم على هذا الإجراء خلال الحرب العالمية الثانية، على الرغم من الضغوط ألمانياة حينذاك. وتجدر الإشارة إلى سيطرة تركيا على منطقة مضايق البحر الأسود بموجب اتفاقية مونترو الدولية الصادرة عام 1936، والتي لا تمنح تركيا الحق في إغلاق مضايق البحر الأسود إلا في حالة إعلان الحرب. بوتين خلال لقائه هولند: أخطرنا الأمريكان مسبقا عن مسار القاذفة سو-24 وجهل الأتراك بأنها روسية ”هراء” وقال الرئيس بوتين، في تصريحات، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند عقده بقصر ”الكريملين”، ونقلتها، أمس، صحيفة ”ديلي تليجراف” البريطانية على موقعها الإلكتروني، أن بلاده أخطرت واشنطن مسبقا عن مسار القاذفة ”سو-24” التي أسقطتها تركيا على الحدود السورية. وقال بوتين: ل ”ديلي تليجراف”: إن ”الجانب الأمريكي، الذي يقود تحالف تنتمي إليه تركيا، كان على علم بموقع وتوقيت رحلات الطيران التي تقوم بها طائراتنا ولقد تم ضربنا بالضبط في نفس المكان والزمان”. ورفض بوتين ادعاء أردوغان بشأن أنها لما كانت لتسقط الطائرة لو علمت بأنها روسية، واصفا إياها بالهراء، قائلًا: ”لدى طائراتنا علامات تحدد هويتها وتلك العلامات يمكن رؤيتها بشكل جيد”. ومضيفا: ”بدلًا من تأكيد عدم تكرار الحادثة مجددًا، نسمع تفسيرات وتصريحات مبهمة وغامضة وكأنما لا يوجد شيء يحتاج لتقديم اعتذار بشأنه”. واتهم بوتين أنقرة بشراء النفط من تنظيم ”داعش” الذي يعتمد في تمويله بشكل كبير على بيع موارد الطاقة قائلًا ”ما من شك في أن النفط القادم من أراضٍ يسيطر عليها الإرهابيون في سورية يشق طريقه عبر الحدود إلى داخل تركيا، فنحن نرى من السماء تلك المركبات التي تنقل النفط تتوجه إلى تركيا ليل نهار”. وتابع: ”لا تنقل تلك براميل النفط فقط بل دماء مواطنينا أيضا لأنه بهذا المال يشتري الإرهابيون الأسلحة والذخيرة ثم ينظمون هجمات دموية”. ويصر الجيش التركي على أنه حذر الطائرة الروسية عدة مرات قبل إطلاق النار عليها بعد 17 ثانية فقط من دخولها الأجواء التركية. ولكن الطيار الروسي الذي نجا من الحادث أصر على أنه وزميله لم يتسلما أي تحذير وعلى أن الطائرة لم تدخل الأجواء التركية أبدا. محكمة تركية تتهم صحفيين بالتجسس وفي سياق متصل، وجهت محكمة تركية، يوم الخميس، اتهامات بالتجسس لصحفيين من صحيفة ”جمهوريت” المعارضة وأمرت بتوقيفهما بعد أن زعما كشف شحنات أسلحة ترسلها أنقرة إلى مسلحين في سوريا. ويواجه جان دوندار رئيس تحرير صحيفة ”حريت” وآردم غول مدير مكتب الصحيفة في أنقرة، تهمة ”التجسس” و”تسريب أسرار الدولة” لقيامهما بنشر مقالة، في مايو الماضي، حول شحنات أسلحة أرسلتها المخابرات التركية إلى سوريا. ويشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ينفي نفيا قاطعا تقديم الدعم العسكري للحركات الجهادية التي تقاتل أنصار الرئيس السوري بشار الأسد، تقدم شخصياً بدعوى قضائية ضد دوندار (54 عاماً)، قائلاً، ”أنه لن ينجو هكذا بسهولة”، متوعدا إياه بأنه ”سيدفع الثمن”. بحسب ”رويترز”. ومن جهتها نشرت صحيفة ”حريت دايلي نيوز” التركية المعارضة تقريراً يقول إن عناصر من الشرطة التركية اعترضت عند الحدود السورية شاحنات تواكبها عربات تابعة للاستخبارات التركية محملة بالأسلحة متوجهة إلى سوريا. وجدير بالذكر، أن منظمة ”مراسلون بلا حدود” وقناة ”تي في 5” منحت دوندار جائزة حرية الصحافة، خلال الأسبوع الماضي، في ستراسبورغ.