صورة منقولة عن التلفزيون السوري قتل 17 شخصا وأصيب عدد آخر بجراح في تفجير بسيارة مفخخة وقع السبت على طريق مطار العاصمة السورية دمشق المؤدي إلى بيروت. ووصف وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد التفجير بأنه "عملية إرهابية" دون أن يتهم أي جهة معنية. وأوضح الوزير أن الانفجار وقع في منطقة مزدحمة بالمدنيين المارة، وأن السلطات الأمنية بصدد التحقيق وقد أوكلت المهمة إلى وحدة مكافحة الإرهاب. * ذكر التلفزيون السوري أن السيارة المفخخة كانت محشوة ب200 كيلوغرام، مشيرا إلى أن الانفجار وقع في شارع "المتحلق الجنوبي" بمدينة دمشق قرب مفرق السيدة زينب على طريق مطار دمشق الدولي. كما أعلن التلفزيون أن العناية الإلهية أنقذت العشرات من أطفال المدارس، حيث تقع بالقرب من منطقة الانفجار مدرسة أطفال أصابها الضرر ولكنها كانت خالية نظرا لكون نهار السبت إجازة رسمية. وذكرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية أن الانفجار وقع قرب مجمع الاستخبارات الرئيسي في سيدي قداد قرب طريق المطار، والذي يضم مكاتب للوحدات الخاصة المسؤولة عن الشؤون الأمنية الفلسطينية وقضايا استخباراتية أخرى.. ورجح الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي أن يكون الهدف من هذه العملية زعزعة الاستقرار فى سوريا، مشيرا إلى أن دمشق لم تشهد مثل هذا الحادث التفجيري منذ سنوات طويلة.. وفي إطار ردود الفعل الخارجية، أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الانفجار، وأكد تضامن فرنسا الكامل مع سوريا في مكافحة الإرهاب. ووصفت الرئاسة الفرنسية في بيان الاعتداء ب"الوحشي والأعمى".. ومن جهتها أعربت روسيا عن إدانتها لهذا العمل الإجرامي، حيث عبر الرئيس دميتري ميدفديف في برقية بعث بها إلى نظيره بشار الأسد عن إدانته للتفجير الإرهابي، مؤكدا في ذات الوقت تضامن بلاده مع سوريا.. ويعد هذا الانفجار الأول من نوعه منذ اغتيال القيادي العسكري بحزب الله اللبناني عماد مغنية في الثاني عشر من فيفري الماضي.. وبينما لم تتهم السلطات السورية أي جهة بالوقوف وراء عملية الأمس، ومن كان المستهدف من هذا العمل الإجرامي، تعددت القراءات والتقارير حول الانفجار، حيث ربطته مصادر عربية بالانتشار العسكري على الحدود اللبنانية، حيث يمكن أن تكون هناك مخاوف لدى السوريين من إمكانية انتقال عدوى العنف إلى داخل الأراضي السورية، خاصة أن سوريا محاطة بدولتين غير مستقرتين، أي العراق ولبنان. وأشارت ذات المصادر في هذا الصدد إلى التعزيزات التي وضعتها السلطات السورية على الحدود المشتركة شمال لبنان والتي قالت دمشق أنها تتعلق بأسباب أمنية داخلية، حيث تهدف إلى القيام بعمليات ضد التهريب داخل الأراضي السورية والتصدي لانتهاكات أخرى للأمن الداخلي.. وكان قد ذكر ناطق عسكري لبناني أن دمشق نشرت حوالي عشرة آلاف جندي من القوات الخاصة السورية في منطقة العبودية على الحدود مع سورية في شمال لبنان.. ومن جهة أخرى، ربطت مصادر أخرى التفجير بالموساد، خاصة أن إسرائيل اعترفت بقصف الموقع العسكري قرب دير الزور، متهمة سوريا ببناء موقع عسكري، وهو الاتهام الذي فندته سوريا. * وبالرغم من الرغبة المبدئية في إجراء محادثات بين دمشق وتل أبيب، إلا أن التوتر يسود العلاقات السورية-الإسرائيلية، ومن مصادر هذا التوتر اتهام إسرائيل لسوريا بدعم حركة حماس وحزب الله اللبناني. * ويذكر أن سوريا شهدت في الأشهر الأخيرة عمليات اغتيال وحوادث أمنية، ففي أوت الماضي اغتيل العميد محمد سليمان المسؤول الأمني لمركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا، فيما عرف عنه آخرون بأنه الذراع اليمنى للرئيس بشار الأسد. وأكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بشار أن تحقيقا فتح في الاغتيال. وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي إن اغتيال سليمان أحدث انتكاسة في التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية بشأن البرنامج النووي السوري "المزعوم".. وأتى اغتياله بعد ستة أشهر على اغتيال عماد مغنية أحد كبار قادة حزب الله اللبناني العسكريين في 12 فيفري في دمشق في انفجار سيارة مفخخة، واتهم حزب الله إسرائيل باغتياله.