يتوقع مهتمون بقطاع الزراعة ببجاية ارتفاعا في إنتاج الزيتون لهذا العام، بعد تراجع مقلق خلال المواسم الماضية بسبب الجفاف والحرائق التي دمرت أعدادا كبيرة من الأشجار المنتجة بالإضافة إلى الأمراض التي تصيب الأشجار والثمار بين موسم وآخر. يذكر بأن حقول الزيتون قد أثمرت بكثافة هذا الموسم بعدة أقاليم معروفة بزراعة الزيتون منذ عقود طويلة بينها إقليم الصومام والساحل، وقد بدأت عملية جني المحصول مؤخرا بعدة مواقع بعد أن بلغت الثمار مرحلة النضج التي تساعد على رفع المردود وإنتاج زيت ذو نوعية جيدة. ويعتقد مزارعون أن تساقط الأمطار في بداية الخريف قد منع سقوط الثمار كما حدث السنة الماضية عندما ضربت موجة جفاف غير مسبوقة إقليم الولاية وأضرت كثيرا بالمحاصيل الزراعية، وإلى جانب الأمطار ساعدت عوامل أخرى على تحسن الإنتاج بينها الحقول الفتية التي دخلت مرحلة الإنتاج بعدة بلديات وتراجع الأمراض الفتاكة التي دمرت مساحات واسعة من ثمار الزيتون المواسم الماضية، ضف إلى ذلك الأجواء المشمسة التي تتميز بها الولاية هذه الأيام والتي ساعدتهم على جني ثمار حقولهم في أحسن الظروف. وتحاول قطاعات الغابات والفلاحة تشجيع أصحاب المستثمرات الفلاحية وسكان الأرياف على زراعة المزيد من أشجار الزيتون لرفع القدرات الإنتاجية المحلية وإنشاء مصادر دخل جديدة لسكان المناطق المحرومة غير أن تلك المحاولات لا تزال محتشمة بسبب نقص المسالك الفلاحية وقلة المساحات الأرضية والجفاف ونقص المياه وصعوبة الاعتناء بالحقول الفتية حيث يفتقد الكثير من الفلاحين إلى الخبرة والإرادة لإنجاح استثماراتهم، إذ تحوّلت، في السنوات الفارطة، الكثير من الحقول إلى خراب بسبب الجفاف والحرائق ونقص الاهتمام. ورغم الصعوبات التي تعاني منها زراعة الزيتون ببجاية، إلا أن الأشجار المسنة والحقول الفتية مازالت تحقق نتائج هامة بين موسم وآخر ما جعل من الولاية أكبر منتج لزيت الزيتون عبر الوطن بأكثر من 20 مليون لتر سنويا، بعدما عاد الاهتمام إلى هذه الشجرة المباركة بعد ارتفاع أسعار الزيتون وزيت الزيتون الذي يتوقع أن يتجاوز سقف اللتر الواحد منه 800 دينار هذا الموسم، ليبقى المشكل الكبير الذي يواجه الفلاحين مرتبطا بتقنيات التسويق وبالخصوص نحو الخارج.