أعلنت قناة "الشروق نيوز"، ليلة الأحد، عن رحيل عميد الشرطة "أحمد بوصوف" الشهير بكنية "عمي أحمد" الذي اقترن بأبرز منعطفات تاريخ الجزائر الحديث. لم يكن الفقيد الذي أُحيل على التقاعد منذ سنوات، مجرد شرطي صال وجال في ملاعب كرة القدم، بل رمزا عايش كثير من الأحداث التي هزّت الجزائر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي. تعاطى الرجل مع أعنف مسيرات الجزائر السوداء وأشدّ المباريات حساسية، وكان لعمي أحمد حضورا خاصا في مسيرات جبهة الإنقاذ المحظورة، وعروش القبائل، فضلا عن تأمينه الطرقات والشوارع زمن الرصاص والبارود، فضلا عن تأمينه موكب تحركات الرئيس السابق "اليامين زروال"، وعايش عمي أحمد أيضا زمن حظر التجوّل والحواجز المزيفة. وفي حديث سابق ل "الشروق"، ذكر "عمي أحمد": "شاهدت مجاهدا جزائريا ألقت عليه القوات الفرنسية وقتها القبض، وخوفا من أن ينتزعوا منه أسرار المجاهدين سحب سكينا من جيبه وذبح نفسه ومنذ تلك اللحظة قررت الالتحاق بالثورة التي يموت لأجلها الرجال والالتحاق بالشرطة بعد الاستقلال". وينحدر الفقيد من عائلة مجاهدة، واستشهد أخاه الأكبر الذي كان يعمل تاجرا في تفصيل وخياطة الملابس وواظب على تمويل المجاهدين بالأحذية والألبسة من أقمصة وسراويل، كما استشهد شقيقه الثاني بعد خروجه من معتقل "بوليكاو". من شهاداته، أنّ مظاهرات أكتوبر 1988 كانت رسالة من الشباب الناقم على البطالة، وذكر: "إنّ هؤلاء الشبان لم يتحركوا بدافع سياسي وهم ليسوا معنيين بالسياسة ، كانوا يريدون ويطالبون بالعمل والسكن لا غير". شاهدوا: