رغم الجوع الذي تعانيه مدينة مضايا السورية، نتيجة الحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اللبناني، ورغم انتشار صور وفيديوهات تجسد معاناة الجوعى في هذه المدينة، عبّر نشطاء سوريين ولبنانيين مؤيدين للنظام السوري عن موقفهم تجاه الأحداث بشكل مختلف. وكان لبنانيون وسوريون مؤيدون للنظام السوري وميليشيا حزب الله، أطلقوا هاشتاغ بعنوان: #متضامن_مع_حصار_مضايا، نشروا فيه صوراً لوجبات طعام، في سخرية من آلاف الجوعى المحاصرين في المدينة، حسب ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، السبت. مشاهد أهالي مضايا الذين استحالت أجسادهم إلى هياكل عظيمة، برزت فيها عظامهم وخارت قواهم والتصقت جلودهم بعظامهم، استدعت تعاطفاً عالمياً واسعاً ونداءات صارخة لنجدتهم وفك الحصار عنهم، إلا من قبل "جمهور المقاومة" الذين وجدوا في هذه الصور مادة للشماتة والسخرية، إلى حدّ دشنوا فيه حملة ساخرة للشماتة بالجائعين والمحاصرين. وبحسب موقع الخليج أونلاين، فقد أغرق أنصار النظام السوري وميليشيا حزب الله شبكات التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك وإنستغرام بصور الموائد الغنيّة بالطعام، وتفننوا بالتقاط صور "سيلفي" مع موائدهم التي عجّت بأشهى المأكولات والأطباق، أو أثناء إعداد "المشاوي"، أو بجانب الثلاجة الممتلئة بما لذّ وطاب، ونشروها على حساباتهم على الهاشتاغ المذكور مع عبارات تُسقط آخر ما تبقى من كرامة إنسانية وأخلاق يمكن الحديث عنها. كما نشروا صوراً لهياكل عظمية، تشبيهاً وشماتة بسكان بلدة مضايا الذين لم يبق من أجسادهم سوى بقايا لحم معلق بأجسادهم. وقال الناشط السوري المعارض أحمد أبازيد، "على هذا الهاشتاغ يجتمع حثالة حزب الله وخلاصة النذالة والشر البشري، يتلذذون بموت أهلنا قصفاً وذبحاً وتجويعاً، كي يشهد التاريخ". واعتبر المغردون مثل هذه الأفعال من أنصار الحزب اللبناني الشيعي، وصمة عار على جبين الحزب وأتباعه، ونسياناً لشهامة أهالي نفس البلدة في عام 2006، حين استقبلوا نازحي الضاحية الجنوبية إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتقاسموا معهم خبزهم وبيوتهم. وقالت الإندبندنت، أن الحملة قوبلت باستهجان من جانب الكثيرين، إذ وصفوها بالسادية والمقرفة بشكل لا يصدق. وأضافت الصحيفة، أن الهاشتاغ أصبح أكثر تدوالاً على فيسبوك وتويتر، يوم الجمعة، بعدما سمح الرئيس السوري بشار الأسد بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة لأول مرة منذ أكتوبر الماضي، بعد ضغط دولي. لكن للأسف لن تسعف هذه المساعدات على الأقل 23 رجلاً وامرأة وطفلاً ماتوا جوعاً، ويحاول سكان المدينة البقاء على قيد الحياة من خلال أكل أوراق الشجر والعشب. وكانت مضايا منتجعاً سياحياً في السابق في منطقة جبلية بالقرب من الحدود اللبنانية، ووقعت تحت حصار من جانب قوات النظام السوري وحلفائه من ميليشيات حزب الله اللبناني لستة أشهر. وسيبقى حوالي 40 ألف شخص رهينة الجوع والحصار، لحين وصول المساعدات الغذائية والطبية الأسبوع القادم. وبحسب الاتفاقية التي تمت برعاية الأممالمتحدة، فسيتم السماح أيضاً بمرور المساعدات إلى مدينة الزبداني المجاورة والتي تقع تحت الحصار أيضاً، كما ستدخل المساعدات إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب المحاطة بقوات معارضة إسلامية منذ مارس الماضي.