شهد الطريق الولائي رقم 103 الذي يربط بين بلديتي برحال بشطايبي، مرورا ببلدية التريعات، بولاية عنابة، صباح الثلاثاء حالة استنفار قصوى وفوضى ومواجهات حادة بين قوات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك بالبوني وأهالي حي الطاشة، وذلك إثر إقدامهم على غلق الطريق بالحجارة والمتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية، ورشق عناصر الدرك بالحجارة بعد رفضهم فتح الطريق بسبب أزمة الماء الخانقة التي تعيشها المنطقة منذ مدة طويلة . المواجهات ازدادت عنفا ظهر أمس، بحي طاشة، وشارك فيها العشرات من الشباب، ما استدعى تدخّل قوات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك الوطني لفتح الطريق الولائي بعد المناوشات الحادة التي وقعت والتي تحولت في لمح البصر إلى اشتباكات عنيفة استعملت من خلالها قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن تسجيل عشرات الجرحى والموقوفين من الشباب المحتج. وجاء هذا التصعيد على خلفية استمرار معاناة سكان حي طاشة المنسي حسب قولهم لأكثر من 8 أشهر، مع التذبذب الكبير في التموين بمياه الشرب التي انعكست سلبا على الحياة اليومية للسكان الذين أصبحوا يدفعون مستحقات الفواتير التي ترسلها مصالح الجزائرية للمياه كل فترة مقابل شح في المياه، وعدم تدخلها لإصلاح عطب في المضخة بالمكان المسمى الروايحية التابعة لولاية سكيكدة، حيث أكد السكان أنهم نظموا العشرات من الحركات الاحتجاجية ولكنها لم تثمر، خاصة وأن السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية الذي كان في زيارة في الماضي القريب للمنطقة ووعد بحل المشكل نهائيا، لكن لا حياة لمن تنادي. كما طالب المحتجون بضرورة فتح العيادة الطبية التي بقيت مغلقة مند مدة بالإضافة إلى مشكل السكن الذي أشعل اليوم فتيل الاحتجاجات. من جهتها، قوات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك الوطني قامت بتطويق أمني مكثف بعين المكان في محاولة منها لتهدئة المحتجين الذين رفضوا جميع الاقتراحات المقدمة لهم، وقاموا برشق القوات بالحجارة والزجاجات الحارقة، مؤكدين في الوقت ذاته بأنهم سوف يتمسكون بقرار غلق الطريق إلى غاية تسوية المشكل المطروح، وجاء تدخل ذات القوات بعد فشل رئيس دائرة واد العنب ورئيس بلدية برحال والدرك الوطني مساء أمس، من فض الاحتجاج خصوص وأن المواطنين بقوا متمسكين بمطالبهم بعد ما عانوا العطش في عز الشتاء رغم مطالبهم المستمرة بتغيير هذا الواقع المزري، إلا أن السلطات المحلية لم تعر نداءاتهم اهتماما.