عاد الأحد المنشد "نجيب عياش" إلى الجزائر قادما من إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شرف الجزائر بافتكاكه المركز الأول في مسابقة "منشد الشارقة". في طريقه من مطار هواري بومدين إلى بوسعادة، وفي كل مدينة يمر عليها الموكب الذي كان في استقباله، يستوقفه المواطنون لأخذ الصور التذكارية معه. وفي مدينته، كانت والدته بانتظاره على أحر من الجمر، وما إن نزل من السيارة حتى انهال عليه المواطنون بالتقبيل والعناق والأهازيج والهتافات والأعيرة النارية، بل ومنهم من أجهش بالبكاء. أما "نجيب"، فلم يصدق ما رأت عيناه من سيول المهنئين والمشجعين؛ المشهد الذي أثر فيه كثيرا، لدرجة أنه ذرف الدموع. وأغلقت الطريق نظرا للحشود الهائلة التي بقيت تتدفق على قرية "عين الديس" تباعا، حيث كانت أكثر من 1000 سيارة وأكثر من 90 ألف مواطن ومواطنة من بوسعادة والبلديات والقرى المجاورة، ما أدى إلى غلق الطريق المؤدية إلى المدينة بالكامل، وأصبح المرور مستحيلا. توجه الموكب إلى وسط المدينة، حيث قام بدورة شرفية قبيل التوجه إلى حي محمد شعباني في موكب لم تشهده المدينة مثله منذ1962، وحالت الأمواج البشرية التي حاصرت حي شعباني دون إتمام بعض مراسيم الاستقبال، وبصعوبة بالغة تمكن نجيب من دخول منزله، إضافة إلى الألعاب النارية والزغاريد التي لم تنقطع على مدار أربع سعات متواصلة وبشكل عفوي. وبعد تحية الأهل والأصدقاء وفرقة "بلابل الهضاب" التي ينتمي إليها، صعد نجيب إلى سطح المنزل لتحية أبناء المدينة الذين آزروه وساندوه إلى غاية تحقيقه للقب منشد العرب الأول، ورد الجمهور التحية بالهتاف والأهازيج والبارود. الحشود رفضت مبارحة المكان وطالبت بخروج نجيب إليها، ثم توجه نجيب إلى فندق "كردادة"، حيث قضى ليلة هادئة.