يشتكي مرضى الكلى بمدينة إيليزي، من الأوضاع المزرية التي تعرفها وحدة تصفية الدم، التابعة للمؤسسة العمومية الاستشفائية ترقي وانتيميضي، وذلك فيما يخص العديد من الظروف القاسية التي تتم فيها عملية التصفية التي تجرى بشكل شبه يومي، يحدث هذا في ظل سكوت المجتمع المحلي للدفاع عن هذه الفئة الضعيفة. محطة معالجة المياه مهترئة منذ 2003 "الشروق" تنقلت إلى وحدة تصفية الدم، ووقفت عند حجم المعاناة التي يعيشها المرضى، وكذا الطاقم الطبي على حد سواء، بحيث أن المشكلة الأولى والأكبر في الوحدة، هي حالة محطة معالجة المياه، والتي لم تتجدد منذ وضعها أول مرة سنة 2003، بحيث أكد الطبيب مسؤول الوحدة، بأنها سبب تعطل المعالجات كل مرة، كونها صارت جد مهترئة وقديمة، إذ أصبحت نوعية المياه المعالجة بهذه المحطة، غير مطابقة للمعايير المعمول بها (ليست مياه مقطرة 100 بالمائة)، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على صحة المرضى، وعليه فقد أصبح أكثر من الضروري جلب محطة جديدة، بحيث تعمل رفقة القديمة، مما يجنب تعطل المعالجات الدائم. وحسب ما أكده خبير في هذا المجال، فإن مراكز تصفية الدم على مستوى الوطن، تجدد محطات المعالجة كل سنتين أو ثلاث سنوات، كونها القلب النابض بالنسبة لوحدة تصفية الدم.
10 أجهزة للتصفية ل 26 مريضا يوميا أما المشكلة الثانية، فهي نقص عدد معالجات التصفية، بحيث يتداول 26 مريضا على 10 معالجات فقط، بالإضافة إلى ثلاثة مرضى قيد الانتظار، ومن بين تلك العشرة معالجات، هناك خمسة دائمة التعطل، كونها اهترأت بسبب قدمها منذ سنة 2003، وبالرغم من جلب معالجين سنة 2013، وثلاثة خلال السنة الماضية، إلا أن المرضى لازالوا يعانون هذا النقص الفادح، في الوقت الذي يوجد بوحدة تصفية الدم بجانت 22 معالج تصفية (ثمانية قديمة و14 جديدة)، مخصصة ل 12 مريضا فقط، وهو ما يستوجب تحويل عدد منها إلى وحدة إيليزي، والتي هي في أمس الحاجة إليها، خاصة وأن جهازين من بين العشرة مخصصين لمريضين أصحاب أمراض معدية.
ضيق الوحدة في انتظار تجسيد وعود الوزير هذه الوحدة تعاني أيضا من مشكلة الضيق خاصة القاعة التي تحوي الأجهزة، والتي باتت تؤرق الطاقم المشرف على الوحدة، وهو ما وقفت عليه "الشروق" فعلا، بحيث يعاني المرضى من اكتظاظ شديد، وبالكاد يستطيع الطبيب أو الممرض القيام بعمله كون الأسرّة والأجهزة متلاصقة ببعض، ويأتي هذا بالرغم من زيارة وزير الصحة قبل سنة، أين وعد بإنجاز مركز تصفية بسعة 30 سريرا، لكن هذه الوعود بقيت تراوح مكانها فقط، كما أن الوحدة تحوي مكتبا واحدا فقط، والذي يعتبر مكتبا للأطباء والممرضين وقاعة فحص وقاعة للانتظار والراحة في نفس الوقت. أما على المستوى البشري، فتعاني الوحدة من نقص في الأطباء، وبالرغم من توصيات المجلس الطبي بإرسال طبيب عام من أجل التكوين في هذا المجال، لكن إدارة المستشفى رفضت ذلك، حسب الطبيب المشرف على الوحدة فإن السبب الأول لتدهور الحالة، هو عدم تجاوب الإدارة معهم، بحيث أن كلا من مدير الصحة ومدير المستشفى لا يقومان بالرد على المراسلات والتقارير، وأضاف أن مدير الصحة لم يزر إطلاقا الوحدة، سوى مرة واحدة رفقة الوزير فقط. فيما أكد مدير المستشفى للشروق، بأنه قد تم إرسال طلبية لشراء محطة معالجة المياه، من المؤسسة الوطنية للمعدات الطبية، وهي الآن على مستوى الجمارك، أما عن الضيق فقد أكد أنه قد تم توسعتها بقاعتين كبيرتين، بما فيها مقر جديد للمحطة، كما وعد المدير بشراء معالجات في حال وجود إعانات من طرف الولاية، وأضاف أنه رفض تكوين الطبيب الذي أوصى عليه المجلس الطبي، بحجة أن الطبيب المكون هو الذي يقوم بتكوينه فقط، كما أكد حاجته إلى أخصائي في أمراض الكلى.