نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، الأربعاء، مقالاً عن الشأن الليبي، حذرت فيه من توابع إرسال قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات إلى هذا البلد، الذي يشهد تصاعداً متنامياً لنفوذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقال كاتب المقال كون كوغلن، إن أي قوة متعددة الجنسيات تُرسل إلى ليبيا سوف تكون هدفاً لتنظيم "داعش" وغيره من الجهاديين. ويبدأ الكاتب مقاله بالتذكير بمشاركة بريطانيا في الحملة العسكرية التي أطاحت بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي قبل خمس سنوات. غير أنه ينتقد عدم وجود رؤية لما بعد سقوط القذافي، ما أدى إلى الفوضى في ليبيا. فيقول "غياب أي تخطيط جدي لما بعد الصراع، وهو ما بدا مألوفاً، ورفض بريطانيا وحلفائها نشر قوات برية، أدى إلى انزلاق البلاد بسرعة إلى الفوضى". ويضيف كوغلن، أن النتيجة هي أن ساحل البلاد البالغ طوله 1200 ميل يقوم اليوم مقام الملجأ الآمن لمقاتلي "داعش" وأعداد لا حصر لها من المتشددين الإسلاميين.
تأنيب الضمير ويشير الكاتب إلى أن الوضع الراهن في ليبيا أدى إلى رغبة متنامية لدى جانبي الأطلسي (بريطانيا وأوروبا وأمريكا) لإرسال قوة عسكرية متعددة الجنسيات، تشمل ما يقرب من 1000 بريطاني لمساندة الحكومة الليبية وتدمير قواعد تنظيم "داعش" المتنامية التي يقع بعضها على بعد 200 ميل فقط من شواطئ جنوب أوروبا. إلا أن الكاتب يقول: "مع تنبه السياسيين الغربيين أخيراً إلى الفوضى التي تسببوا فيها في ليبيا، فإن إصلاح الوضع لن يكون سهلاً". ويُذكر أيضاً بأن الولاياتالمتحدة وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا أرسلت قوة متعددة الجنسيات إلى لبنان في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي بهدف تحقيق الاستقرار بعد فجيعة غزو إسرائيل للبنان عام 1982. وأضاف أن هذه القوة انسحبت بعد عامين من نشرها بعد أن فقدت 365 جندياً في سلسلة من الهجمات الانتحارية التي نفذها متطرفون إسلاميون. وفي إشارة إلى أن مسلحي تنظيم "داعش" وغيرهم سوف يستهدفون أي قوة متعددة الجنسية قد ترسل إلى ليبيا، نصح كوغلن: "إذا أريد اتخاذ إجراء في ليبيا، فإنه يجب أن يكون أساس فهم رشيد لكل المخاطر التي ينطوي عليه وليس بناء على تمنيات من جانب سياسيين يشعرهم ضميرهم بالذنب".