علمت "الشروق" من مصادر موثوقة، بأن شركة سوناطراك بالناحيتين الجهويتين، قسم الإنتاج بكل من أوهانت وتيافتي، قد شرعت فعليا، في تطبيق تعليمات اللجنة الولائية لمراقبة المؤسسات المصنفة لولاية إيليزي. وهي التعليمات التي أتت بعد الزيارة الميدانية، التي قادت أعضاء اللجنة إلى منطقتي أوهانت وتيافتي، حيث تم تحرير تقرير كارثي عن الوضعية المزرية التي آلت إليها بعض المناطق الرعوية والأودية، بالإضافة إلى حالة أحواض الأوحال البترولية وأحواض التصفية الخاصة بمراكز الإنتاج. وهو الموضوع الذي تطرقت إليه "الشروق" في أعداد سابقة، حيث تم إيفاد لجان وزارية، من أجل الوقوف فعليا عن واقع التلوث البيئي للمنطقتين البتروليتين، مما تسبب في تسجيل عدة شكاوى من مربي الإبل الذين تضرروا كثيرا من هذه الأحواض، وكذا الجمعيات البيئية من هذا التلوث، الناجم عن النشاط البترولي بالمنطقة. وبعد عدة ضغوطات من طرف السلطات المحلية، وحتى على المستوى المركزي لهذا الملف، بدأت تعرف مشاكل التلوث بالمنطقتين بعض بوادر الانفراج، بعد التشديد على تطبيق توصيات اللجنة المذكورة آنفا، بحيث أكد مدير البيئة لولاية إيليزي، بأن شركة سوناطراك قسم الإنتاج ناحية أوهانت، قد شرعت في تنظيف الأحواض القديمة، وذلك وفق الاتفاقية الموقعة قبل سنتين بين سوناطراك أوهانت والشركة الوطنية للهندسة المدنية، والتي يتم بموجبها العمل على تنظيف أحواض الأوحال البترولية، وكذا المتعلقة بأحواض التصفية الخاصة بمراكز الإنتاج، وذلك عبر إنشاء مراكز تصفية، ويتم تسييجها من قبل الشركة الوطنية للهندسة المدنية، مثلما تشير إليه الاتفاقية، حيث يتم التخلص من الشوائب العالقة والتي تطفو على السطح، ثم الزيوت والتي تسحب عبر أنابيب خاصة، بحيث تسترجع هذه الزيوت إلى أماكن خاصة، ليتم بعدها نقل الماء عبر الأنابيب، إلى أحواض التبخر الواسعة والتي تعادل مساحة عدة ملاعب كرة قدم من حيث المساحة، وذلك من أجل المساعدة على تبخر السريع للمياه، وهي التي تعد آخر مرحلة من عملية تنظيف الأحواض. وقد أكد مدير البيئة للشروق بأنه قد تم افتتاح أول مركز تصفية بناحية تيافتي، فيما تم إنجاز حوض التبخر بناحية أوهانت. مدير شركة سوناطراك قسم الإنتاج بأوهانت بالنيابة، في تصريح "للشروق اليومي"، أكد بأن هذه العملية مسجلة منذ مدة، وأنهم فعلا قد شرعوا فيها، وعن سبب التأخر في الشروع بهذه العمليات، هو أن الشركة الوطنية للهندسة المدنية، غير متخصصة في مجال تلحيم الأنابيب، حيث تم الاستعانة بالشركة الوطنية للأشغال الكبرى، المتخصصة في تلحيم أنابيب الربط، بين مراكز التصفية وأحواض التبخر.