تحولت المناطق النائية بولاية إيليزي، إلى قبلة ومزار المسؤول الأول على رأس الولاية خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة. وحتى على اعتبار أن الزيارات الجاري برمجتها، إلى مضارب البدو الرحل بالولاية، بالنسبة إلى المسؤول الجديد، هي للاطلاع ومعرفة حياة الساكنة، كون أغلب تلك الزيارات الأولى من نوعها، إلا أن تنامي مطالب الساكنة بالمناطق النائية، في مسعى للتكفل بالعديد من الجوانب الحياتية، جعل من تلك المناطق نقاطا مهمة يتوجب الاضطلاع بها، بالنسبة إلى المسؤولين بالنظر إلى بقاء العديد من المشاكل المرتبطة بصعوبة الحياة، وغياب بعض المستلزمات التي تسمح باستقرار البدو الرحل في عدد معتبر من المناطق النائية بولاية إيليزي قائمة. عدة مناطق على غرار، اريكين، طارات، تين الكوم، تماجرت، افرا، اميهرو، افني، اهدجيرن، تادانت، تيهيهاوت، المنتشرة على بلديات إيليزي، جانت وبرج الحواس، وبرج عمر إدريس، كلها أسماء لمناطق نائية، أغلبها كانت قد استفادت من زيارة الوالي الجديد على رأس الولاية، حيث استحسن سكان تلك المناطق الزيارات المنظمة إليها، كون زيارات الولاة نحو تلك المناطق، كانت نادرة في سنوات خلت، لكن البدو الرحل بتلك المناطق، ورغم بساطة مطالبهم، يبقى الوعي الاجتماعي لديهم يحاول مسايرة بعض المستلزمات المتوفرة لسكان المناطق الحضرية، ما يجعل مسؤولية إدارة شؤون المناطق النائية أمرا صعبا وملحا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بتوفير عناصر الحياة الأساسية، على غرار الماء، والسكن، والصحة، والنقل، والتعليم، والاتصالات، و التشغيل الموجه إلى فئة الشباب والنساء، حيث إنه رغم التقدم الذي عرفته بعض الخدمات والقطاعات، لا تزال العديد من المناطق تعرف حياة صعبة، بسبب صعوبة التضاريس، وكذا غياب بعض ضروريات الحياة. فمنطقة مثل "تاست" التابعة لبلدية إيليزي، ورغم تصنيفها ضمن أهم المناطق النائية بالولاية من حيث عدد السكان، إلا أن التجمع لا يزال يفتقر إلى مصدر للماء، والاتصالات، ما يجعل الحياة هناك أصعب من أن تدوم في ظل غياب العنصر الأول في الحياة. وكلها ظروف ومشاكل جعلت سكان المناطق النائية يرفعون مطالبهم مباشرة إلى المسؤول الأول على رأس الولاية للمطالبة بحقوقهم، التي يعتبرونها مشروعة في التنمية، متجاوزين وصاية وسلطة البلديات عليها، ما يفسر على أنه عجز للبلديات في التكفل الجدي بمشاكل البدو الرحل، أو في أحيان أخرى غياب الثقة بين سكان تلك المناطق والمنتخبين والأميار على مستوى البلديات. ما يجعل مطالب سكان البدو الرحل، وما يعرف بولاية إيليزي بسكان المناطق النائية، بخصوص تحسين إطار الحياة قائمة وتأخذ حيزا من هموم المسؤولين التنفيذيين بإيليزي.