اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين الولاياتالمتحدة بارتكاب "اعتداء ارهابي" على سوريا، عبر شنها الاحد غارة جوية على قرية سورية محاذية للحدود العراقية، وقال المعلم في مؤتمر صحافي في لندن إثر إجرائه محادثات مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند "ندرس هذا الاعتداء الإرهابي والإجرامي، ونحمل الحكومة الأميركية المسؤولية". * * لبنان يندد والعراق يبرر * * وارتكبت إدارة جورج بوش حماقة جديدة تغادر البيت الأبيض من خلال انتهاكها الصارخ لحرمة الأراضي السورية ،حيث أعطت الضوء الأخضر لجيشها المرابض بالعراق للقيام بغارة جوية مساء الأحد في قرية محاذية للعراق أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين سوريين. * وكانت وزارة الخارجية السورية قد استدعت القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بدمشق وأبلغتها احتجاج وإدانة سوريا لهذا الاعتداء الذي وصفته بالخطير. * وحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" فقد تم تحميل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء الذي وقع في قرية "أبو كمال" في شمال شرق سوريا والتي تبعد ثمانية كيلومترات عن العراق . * ووصفت الصحف السورية الصادرة اليوم الاثنين العدوان بجريمة حرب وبأنه يرسم صورة جديدة واضحة عن حماقات إدارة بوش وعن الجرائم التي تقترفها الجيوش الأمريكية الغازية وخاصة في العراق وأفغانستان. وذّكرت صحيفة "تشرين" بما فعلته القوات الأمريكية في العراق ،حيث تسببت في قتل أكثر من مليون عراقي وتهجير أكثر من أربعة ملايين منهم نحو مليون ونصف مليون في سوريا . * ومن جهتها صحيفة "البعث" تساءلت عن ما إذا كانت إدارة بوش تدرك تبعات تبعة هذا الاعتداء الخطير وعاقبة مثل هذه الأعمال الشائنة؟".وذكرت الصحفية أن العدوان جاء في وقت تبدو الأنظار كلها مشدودة إلى مصير الوجود العسكري الأمريكي في العراق، والاحتمالات المتباينة لإمكانيات مغادرة أمريكية في ظل اتفاقية أمنية لاتزال تخضع لتجاذبات شديدة. * وتواصلت الاثنين ردود الفعل العربية المنددة بهذا العدوان ،وسارع لبنان على لسان رئيس حكومته فؤاد السنيورة إلى الإدانة بشدة واعتبر العدوان " خرق للسيادة السورية وبالتالي هو اعتداء خطير، مدان وغير مقبول، مهما كانت الحجج التي سيقت لتبريره". كما أكد بيان رئاسة الوزراء اللبناني "أن أي اعتداء عسكري على دولة عربية أو على دولة صغيرة من قبل دولة كبيرة هو عمل مرفوض، ولا يمكن القبول به أو تبريره" . * وأدانت حركة حماس الاثنين الغارة، وقالت حماس في بيان أنها "تستنكر بشدة هذا العدوان الأمريكي الهمجي على الأراضي السورية.أما الحكومة العراقية فقد بررت العدوان بقولها أن المنطقة الحدودية التي استهدفتها المروحيات الأمريكية كانت مسرحا لنشاطات "تنظيمات معادية للعراق، تنطلق من سوريا". وذكر المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ أن العراق طلب من السلطات السورية تسليم المجموعة التي تتخذ من سوريا مقرا لنشاطاتها المعادية للعراق،على حد قوله .واعتبر المسؤول العراقي أن العراق يسعى دائما إلى علاقات طيبة ومتميزة مع الشقيقة سوريا وان وجود بعض الجماعات المعادية التي تدعم وتساهم في النشاط الإرهابي ضد العراقيين يعرقل تقدم هذه العلاقات".