تعترف إحدى نساء الثورة عايشت زمن الرصاص والصراخ والمداهمة اليومية لمنزلها بسبب زوجها المجاهد، عمي عثمان، الذي توفي بعد الثورة، أنها عاشت زمنا مرا طيلة أيام الثورة، فبعد أن قرر زوجها الالتحاق بالمجاهدين في جبال منطقة القبائل تحول بيتها بصفة يومية إلى مركز مراقبة من طرف العسكر الفرنسيين، حيث كانوا يقتحمون بيتها يوميا للبحث عن زوجها. * مجاهد "مجنون" عبث بأسرار فرنسا أربع سنوات * امرأة حولت مقتل حمار إلى جنازة لزوجها لتجنيبه الملاحقة * * وفي أحد الأيام غاب الجنود الفرنسيون عن بيتها، مما جعل زوجها يتمكن من رؤيتها، لكن كانوا يراقبونه من بعيد، واستعان المجاهد عثمان بحمار عليه كومة حطب وتمكن من رؤيتها وأثناء مغادرته انتبه أحد الجنود الفرنسيين لشخص يتحرك بجانب حمار.. فاستعان بقنبلة ورماها على الحمار.. فقتل هذا الأخير بينما تمكن عمي عثمان من الفرار وهو جريح، وفي هذه الأثناء ركضت خالتي فطوم باتجاه الحمار ووقفت على جثة متطايرة ومشوهة لحمار مقتول فقامت بتغطية جزء منه بلحافها وبدأت تنوح وتبكي قائلة... قتلوه قاتلهم الله.. لقد استشهدت يا عثمان.. وفي هذه اللحظات -تضيف خالتي فطوم- أحاط جنديان بها وحاولا بالقوة إزاحة اللحاف على الجثة، هنا تقول.. استلقيت على الجثة وتشبت بها وبقيت أبكي وأصرخ، واعتقد الجنديان أن زوجي عثمان قد قتل ورحلا ومنذ ذلك الحين تركاني في حالي ولم يعد منزلي محاطا بالمراقبة.. وفي اليوم الموالي تقدمت فرقة من الجنود الفرنسيين وطلبوا مني تسجيل وفاة زوجي، وقمت بتسجيل وفاته، بينما في الحقيقة أنها جثة لحمار حولته فرنسا إلى قتيل وتحول في نظري إلى شهيد.. وعند سماع زوجي بالخبر أصبح من حين لآخر يزور البيت دون رقيب.. لكنني تفاجأت بعد الثورة أني أرملة شهيد.. وهو في الحقيقة لم يكن إلا حماري. * قصة المجاهد المجنون * دلنا عمي الربيع على أحد المجاهدين المنسيين في هذا الوطن ممن لم يسجل كمجاهد للاستفادة من المنحة وبقي وفيا لحب الوطن.. من منطقة ديرة بولاية البويرة يتحدث عن أيام الثورة وكيف خطط له المجاهدون للعب دور المجنون اللصيق بالثكنة العسكرية التي يقبع فيها الجنود الفرنسيون لمراقبة تحركاتهم ونقل أخبارهم في كتابة رسائل توضع في القمامة ليتم نقلها عن طريق الزبال إلى الجبال مكان تواجد المجاهدين.. * يعترف عمي محمد أنه مع الوقت أصبح الجنون ساكنا في دماغه، حيث كان مضطرا وبشكل يومي ساعة بساعة إلى مجاورة الثكنة والقيام بتصرفات حتى منها تلك المخلة بالحياء لكي لا يدع مجالا للشك، من طرائفه مع الثورة يتحدث عن ذات مساء عندما خرج ثلاثة جنود فرنسيين من الثكنة للسهر وعادوا في ساعات متأخرة من الليل وهم في موقف حرج حيث كانوا ثمالى حد النخاع ولم ينتبهوا وقاموا دون وعي منهم بالتقرب من المجنون وجالسوه، ولحظتها ارتبك وخاف ذعرا من أنهم اكتشفوا أمره.. لكنه ثبت في النهاية. * في اليوم الموالي تعرض الجنود الثلاثة إلى مساءلة من طرف الضابط عن خروجهم من الثكنة حيث أكدوا أنهم لم يخرجوا بل كانوا في إحدى زوايا الثكنة.. بينما أكد أحد الجنود أنهم شاهدهم وهم يخرجون من الثكنة ليلا ولم يكن من شاهد آخر غير المجنون الذي اقتادوه إلى الداخل، وحاول الضابط بالرغم من جنونه أن ينزع منه الحقيقة، لكن المجنون ستر الجنود الثلاثة ومثل دور الأبله بأنه لم يرهم ومنذ ذلك الوقت أصبح لهذا المجنون مكانة خاصة لدى الجنود الثلاثة، ويؤكد عمي محمد أنهم في كثير من المرات عطفوا عليه، بل كانوا يدخلونه إلى الثكنة لتناول الغذاء.. ومثّل عمي محمد لأكثر من أربع سنوات دور المجنون المكلف بنقل الأخبار. * * مجاهد انتحل هوية بابا نوال واخترق بيت الكولونال * في واحدة أخرى من بين القصص المثيرة عن طرائف ثورة الفاتح من نوفمبر قصة أحد المجاهدين الذين استغلوا ولع الفرنسيين بأعياد الميلاد فاغتنم المجاهدون هذا الحدث وحاولوا الاستثمار فيه، يتحدث أحد المجاهدين من العاصمة، واسمه ميلود الرومي، كيف خطط المجاهدون لاقتحام بيت كولونال فرنسي.. وكان عمي مولود شخصية وسيمة جدا حيث كان يحمل مواصفات الرجل الأوروبي من عيون زرقاء اللون وشعر أشقر وطول قامة، مما جعلهم يلقبونه ب "ميلود الرومي" وكان يغضب على زملائه في الثورة عند مناداتهم له بهذا الاسم.. * وفي يوم من الأيام جاءت فرصة الاحتفال بأيام عيد الميلاد حيث كان وقتها الجيش الفرنسي يضرب حصارا يفوق 15 يوما على المدن التي يقطنها الفرنسيون حماية لهم.. وانتحل ميلود صفة بابا نوال الذي يوزع الهدايا، كان عمره وقتها 22 سنة وكان قوي البنية وحصل على لباس بابا نوال، وظل يوزع الهدايا على أطفال المعمرين الفرنسيين لمدة أسبوع مخاطبهم باللغة فرنسية.. قبل أن تأتي وقت المهمة وهي اقتحام بيت الضابط الفرنسي في المنطقة.. وتمكن من ذلك حيث استطاع المجاهدون محاصرة المنزل في رأس السنة بينما كان يحتفل ومجموعة من قادة الجيش الفرنسي بالذكرى قبل أن يحولوا احتفالهم إلى عملية فدائية كان لها وقعها في الجزائر العاصمة. * * محمد وفاطمة في مواجهة كلود وجاكلين * لا يوجد شعب لم يغير من أسماء أفراده خلال سنوات طويلة مثل الشعب الجزائري، فمنذ أن دخلت فرنساالجزائر عام 1930 حتى استقرت التسميات على أسماء معينة دون أخرى رغم ان قاموس الجزائريين له الآلاف من الأسماء المتشابهة للأسماء الفرنسية الذائعة الصيت بعد الاستقلال مثل ليندة وصبرينة. * الجزائريون ركزوا على أسماء إسلامية مثل محمد وعمار وعبد الله، أما عن الأسماء النسائية فقد بقيت الغلبة ل فاطمة وعائشة، وكان أهل القبائل يتمسكون باسم محند وفاطمة، وعندما زار الشيخ ابن باديس منطقة القبائل في بداية الثلاثينيات طالبهم بالعودة للأسماء الإسلامية، التي كانت حربا ضروسا حقيقية، فأصبح معظم أهل القبائل يسمون محند وفاطمة، أما في منطقة القبائل الصغرى فكانت أسماء آل البيت هي الغالبة مثل الحسن والحسين وعلي، ومن النساء فاطمة وخديجة وعائشة، وأصبح الفرنسيون إذا أرادوا مناداة أي جزائري صاحوا "يا محمد" وإذا نادوا على أي امرأة صاحوا "يا فاطمة"، وتزامن الزحف على الأسماء الإسلامية، حتى قيل إن 60 بالمئة من الأسماء هي اسم محمد، كما اشتهرت الثورة الجزائرية بانتشار أسماء جديدة منها جميلة، كما نجد ان الكثير في قاموس أسماء الشهداء اسم محمد مثل محمد بن مهيدي، محمد بوضياف، محمد بوخروبة، محمد خيضر، إضافة إلى أحمد.. وكان يكفي أن تهتف باسم محمد حتى يلتف من حولك كل الشعب من دون استثناء. كان الجزائريون يرون في هذه الأسماء كفاحا ضد جاكلين وكلود وهي أسماء المعمرين والفرنسيين في الجزائر أيام الثورة. * * المجاهد محمد الڤالمي يروي ل "الشروق" أسرار ما حدث في حاملات الطائرات كليمانصو * ديغول.. كيف نجا بأعجوبة من رصاصة قاتلة * يتحدث عمي المجاهد محمد الڤالمي، 67 سنة من الجزائر العاصمة، عن جزء مثير من مغامرة الثوار مع القادة الفرنسيين يتعلق بمحالة اغتيال الجنرال ديغول على متن حاملة الطائرات كليمانصو. * كان عمره وقتها 20 سنة عندما حاولت جبهة التحرير الوطني اقحامه في جيش البحرية الفرنسي ليعمل في الأسطول ويكون مكلفا بنقل أسرار الجيش الفرنسي من هناك، "كنت قبلها ضمن طاقم المستشفى العسكري الفرنسي، أذكر كيف أسعفنا الكثير من المجاهدين رغم انف فرنسا، وساعدنا وقتها بعض الأطباء الفرنسيين حتى على تهريب الأدوية على غرار الطبيب الفرنسي جاك دولوك، بعدها قررت جبهة التحرير الوطني نقلي إلى قاعدة قوات البحرية الفرنسية، وتمكنت من ذلك، وأصبحت أحد العمال في الأسطول الفرنسي". * يتحدث عمي محمد الڤالمي ل "الشروق اليومي" قائلا: عام 1960 كنت فوق حاملة الطائرات كليمانصو والتقيت هناك بمجموعة من الجزائريين يعملون ضمن الأسطول الفرنسي، ولكنهم في الحقيقة مجاهدون دستهم جبهة التحرير ضمن الأسطول لنقل الأخبار ومراقبة تحركات العدو، وكان من بين هؤلاء مزيان، وكان ضابط صف وكنت تحت إمرته، وفي أحد الأيام وصلتنا معلومات من جبهة التحرير تفيد بأن حاملة الطائرات كليمانصو سيكون على متنها الجنرال ديغول، ووصلتنا اوامر من الجبهة بعملية محاولة اغتياله حتى نعطي لجبهة التحرير صدى عالميا أكثر بأننا متواجدون في كل مكان حتى في عرض البحر، وكانت كليمانصو راسية في ميناء ستاريور العسكري، وجاء يومها ديغول لتدشينها رسميا، وكنا على علم بذلك، وأعلمنا بالاعتداء، وكان أحد الجزائريين يملك سلاحا رشاشا من نوع مات 49، وكنا على أتم الاستعداد للعملية.. لكن قدوم ديغول في وقت مبكر عكس الساعة التي كنا على علم بها، أخلط توقيت قدوم صاحب الرشاش وكانت كليمانصو يومها مشددة الحراسة.. فقررنا تأجيل العملية إلى يوم آخر وتمكنا في يوم آخر من قنبلة نفس الحاملة وهي كانت في طريقها نحو بنزرت التونسية وتحولت الحاملة إلى دخان كثيف اضطرت السلطات الفرنسية إلى إلغاء ذهابها وتعويضها بحاملة أخرى لا تشكل خطرا مثل كليمانصو.. وتكلمت الصحافة الفرنسية بقوة عن الحادثة. * * أول تحقيق صحفي عن الشباب الجزائري ..هذا ما كتبته مجلة "العربي" عام 1961 * زار الجزائر الصحفي سليم زبال، وهو محرر في مجلة "العربي" الكويتية عام 1961 واجرى تحقيقا واستطلاعا للرأي مع سبر للآراء مع عدد من الشباب الجزائري، وعندما سأل الصحفي السيد محمد خيضر الذي تحول إلى الأمين العام للمكتب السياسي في الجزائر، قال إن واحدا من كل ألف من أبناء الجزائر فقط يحسنون القراءة والكتابة باللغة العربية، وأكمل المرحوم خيضر: لا نملك حاليا أي جريدة باللغة العربية، ونساؤنا يتكلمن اللغة الفرنسية، ثم أجرى الصحفي سليم سبرا للآراء من خلال طرحه أسئلة على مراهقين في العاصمة الجزائرية تقل أعمارهم عن 17 لأجل معرفة معلوماتهم عن الدول العربية، فجاءت الأسئلة والإجابات كما يلي: * * أين تقع دولة الكويت؟ * - في البحر الأحمر * * ما هي عاصمة بيروت؟ * - لبنان * * من هي فاتن حمامة؟ * - مغنية * ما اسم عاصمة الأردن؟ * - لا أحد يجيب * * من هي أم كلثوم؟ * - مغنية * * أفلامك المفضلة ؟ * - أفلام الحروب والوسترن * وبقي الصحفي سليم، وهو في الأصل لبناني، يكن للجزائر حبا عميقا وجمعته بزعماء الثورة الكثير من الصداقات، ونقل هذا الحب إلى الشام ودول الخليج، وكان أول صحفي يجري تحقيقا عن الجزائر في الثورة أو بالأحرى مبعوث "العربي" إلى بلد الثورة. * * معجزة غار حراء تتكرّر مع مجاهد في الغرب الجزائري * يقول الدكتور والمؤرخ محمد قنطاري، إن هنالك الكثير من القصص والألغاز التي ميّزت الثورة وجعلتها فريدة من نوعها، وهي قصص تدخلت فيها القدرة والعناية الإلهية، كما اختلطت في كثير من المواقف منها النية الصافية للمجاهدين بالعقيدة التي كانت بسيطة في ذلك الوقت، فالنجاة من الموت في حد ذاته أكثر من مرة كان أمرا غريبا بل شديد الغرابة، يذكر المؤلف أنه عايشه ثلاث مرات كاملة، لعل أقربها للذاكرة تلك الواقعة التي جعلته يزور خاله في تلمسان ليتصادف مع هجوم المظليين التابعين للجيش الفرنسي ويرى بأم عينيه خاله وهو يذبح ثم يهرب بقدميه من رصاصات العدو، وهناك وقائع كثيرة وغريبة هذه بعضها... * الذئاب كانت صديقة الثوار؟! * في مرات كثيرة، وأثناء وقوع معارك ساخنة في العديد من المناطق الجبلية، ومن بينها جبل عصفور بتلمسان، كانت حيوانات الغابة تجد نفسها أسيرة لتلك المعارك، ومن أبرز تلك الحيوانات نجد الذئاب البرية، لكن الملاحظ أنها كانت في حصارها تلجأ إلى الجهة التي يتحصّن فيها المجاهدون لأنها كانت تطمئن لهم أكثر... ربما لأنها تعرف أنهم لا يقتلونها، أما الفرنسيون فكانوا يبحثون عن قتل تلك الذئاب لنزع جلودها وبيعها أو استعمالها. * أفاعي تقاسم المجاهدين كهوفهم؟! * من بين الغرائب أيضا أنّ العديد من الأفاعي السامة كانت تتقاسم كهوفها مع المجاهدين، خصوصا عندما يهرب هؤلاء من أي زحف أو مطاردة للمستعمر، ولم تكن تلك الأفاعي السامة تمس المجاهدين بأي ضرر في مشهد غريب وعجيب، خصوصا عندما ينسحب الثوار بعدها لأن الأفاعي كانت تشل حركتها بشكل غريب عند قدوم الفرنسيين. * لحم الضباع وفوائد كثيرة * كان المجاهدون متخصصون في اصطياد وطهي لحم الضباع ليس حبّا في مذاقها الذي قد يهرب منه الكثيرون، وقد يعافه الناس في الوقت الحالي، ولكن لأن المجاهدين كان لديهم تفكير ثوري حتى في الأكل والهدف الأساسي كان معرفتهم أن الكلاب البوليسية للجيش الفرنسي تعجز عن شم تلك النوعية من اللحوم! * القدرة الإلهية تنقذ مجاهدا من الموت * هناك أيضا قصة مجاهد دخل مغارة في إحدى جبال المنطقة الغربية وتداولت قصته الكثير من الألسنة، حيث قيل إنه دخل بجلابته تلك المغارة ليختبئ فيها، والغريب أنه لم يتم اكتشاف أمره، لسبب بسيط لكن غريب، وهو أن الفرنسيين الذين اقتربوا من تلك المغارة لم يساورهم شك بوجوده فيها لأن ذئبا كان يحرسها خارجا وكانت عليها خلايا نحل، فقيل من المستحيل أن يدخلها(...)، البعض أكد أن العناية الإلهية وحدها من أنقذت ذلك المجاهد؟! * إبل راوغت وأسقطت طائرات * في مرات كثيرة كانت الجمال أيضا تراوغ الطائرات، فقد نقل شهود عيان تصرفها عندما تقترب منها تلك المروحيات، وأحيانا للتمويه، حيث يجلس الجمل (يبرك) في مكانه، ونظرا لاقتراب تلك الطائرات الفرنسية من الأرض فإنها تصطدم في مرات عدة بالأشجار والحجارة، ما كان يفسر على أنه أخطاء عسكرية فادحة. * ضباب ورعود مفاجئة! * في كثير من المواجهات، كان المجاهدون يفاجأون من الضباب في أجواء صحوة، وكان الفرنسيون لا يتحملون تلك الحالات الجوية المضطربة، ليساعد الأمر كثيرا في إنقاذ العديد من المجاهدين بقدرة إلهية أيضا... * * المجاهدون كانوا لا يغيّرون لباسهم * لقد كان المجاهدون لا يغيرون ملابسهم إلا مرة أو مرتين في السنة ولا يستحمّون إلا نادرا وفي (أوقات الغفلة) خوفا من تحركات العدو... وهو أمر ماتزال الكثير من العقول تستقبله بالذهول والاستغراب لهذا الصمود الأسطوري. * قارورة خمر مقابل شهادات ووثائق من الفرنسيين واللفيف الأجنبي * قال لنا المؤرخ قنطاري إنه اضطر في أحد الأيام لمقايضة شهادات ووثائق كانت بحوزة أحد الجنود مقابل قارورة خمر، خصوصا أن كثيرا من هؤلاء الجنود كانوا مغرمين بنبيذ ولاية معسكر وغيرها من ولايات غرب البلاد، فكانت القاعدة المستعملة هنا هي... شيء ينفعني مقابل شيء يضرك؟!