يبدأ وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية "عبد القادر مساهل"، هذا الأحد، زيارة عمل إلى سوريا، في جولة هي الأولى من نوعها لمسؤول حكومي جزائري منذ نشوب الأزمة السورية في الخامس عشر مارس 2011. استنادا إلى ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية نقلا عن بيان لوزارة الشؤون الخارجية، فإنّ "مساهل" سيترأس الوفد الوزاري المشارك في اجتماع لجنة المتابعة الجزائرية-السورية مناصفة مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري "همام الجزائري"، لبحث مختلف جوانب التعاون بين البلدين وسبل ترقيتها وتوسيع مجالاتها. وأفيد أنّ الزيارة التي تلي جولة "مساهل" في "ليبيا"، ستشهد لقاءات للمسؤول الجزائري مع كبار نظرائه السوريين سيجري خلالها باستعراض أوضاع المنطقة والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وسبق للجزائر العاصمة أن احتضنت يومي 11 و12 أفريل 2010، أشغال الدورة الثانية للجنة المختلطة الكبرى للتعاون الجزائري-السوري آنذاك برئاسة الوزير الأول "أحمد أويحيى" ورئيس مجلس الوزراء السوري "محمد ناجي عطري"، وعرفت تلك الدورة التوقيع على 25 وثيقة بين اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية وبروتوكولات اتفاق تخص قطاعات التجارة والمالية والصناعة والمؤسسات والنقل والموارد المائية والتربية والثقافة والأرشيف والعدالة والعمل والسياحة والشؤون الاجتماعية والاتصال. وكانت الجزائر مسرحا قبل ذلك (28 و29 جويلية 2009) أشغال الدورة الأولى للجنة متابعة التعاون الجزائرية - السورية التي نهضت بوضع جدول زمني لتسوية المسائل العالقة بين البلدين واستكمال صياغة مشاريع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تبلورت خلال اجتماعات هذه الدورة، كما اتفق الطرفان على ضرورة الإسراع في إحداث اتفاق قانوني ينظم إقامة الرعايا بالبلدين ويصون حقوقهم، عاما بعد القرارات التي خرجت بها اللجنة المشتركة العليا للتعاون بين البلدين لدى اجتماعها بدمشق في أكتوبر 2008، وكلّلت بإبرام أحد عشر اتفاقا شملت برامج التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والتجارية والإنسانية. وترتبط الجزائروسوريا بعلاقات اقتصادية وتجارية تعود إلى نحو أربعة عقود، وتم تشكيل اللجنة العليا المشتركة السورية – الجزائرية عام 1979، وتصدّر سوريا للجزائر المواد الغذائية والأدوية والأقمشة والملابس والأحذية ، فيما تستورد سوريا من الجزائر المحروقات بشكل أساسي، وبحسب أرقام سابقة للمكتب المركزي للإحصاء السوري، فإنّ قيمة الصادرات السورية إلى الجزائر بلغت 32.2 مليار ليرة سورية وهو ما يعادل 500 مليون دولار، في حين بلغت قيمة الواردات 2.75 مليار ليرة وهو ما يمثل 5.86 مليون دولار.