كشف محمد ناجي عطري رئيس الوزراء السوري عن إنشاء خط بحري مشترك يربط مجموعة من الدول العربية بغرض تفعيل التجارة البينية، وتشمل قائمة الدول المتوقع أن يمر عبرها الخط البحري الجديد كلا من سوريا وتونس مرورا بالإسكندرية والجزائر والمملكة المغربية وحتى موريتانيا وطرابلس. وأوضح محمد ناجي عطري أمس لقاء مع صحيفة الصباح التونسية أن هذا الخط سيكون استراتيجيا لتحقيق التعاون بين هذه الدول، حيث أن افتتاح هذا الخط من شأنه أن يزيل الكثير من العقبات التي تعترض تطور التعاون الاقتصادي بين سوريا والدول العربية الأخرى، داعيا إلى ضرورة ترجمة هذا الخيار على أرض الواقع، عن طريق اتخاذ كافة التدابير اللازمة لذلك. ويربط الخط البحري الجديد الجزائر مباشرة بسوريا عبر موانئ عدد من العواصم المغاربية، حيث يرتقب أن تتم عملية الربط بين ميناء الجزائر العالمي ومينائي اللاذقية وطرطوس، بهدف تفعيل المبادلات التجارية بين الجزائر وسوريا من خلال تقليص المدة الزمنية التي تتطلبها عملية نقل البضائع بين الدولتين العربيتين، وبالتالي تخفيض تكاليف النقل. وتأتي سوريا في المرتبة الثالثة من حجم الاستثمارات في السوق الجزائرية بعد مصر، المغرب وتونس وأول بلد مشرقي في حجم التبادل التجاري، غير أن تنويع المبادلات التجارية والصناعية بحاجة إلى وجود خط بحري يساهم في دفع العلاقات البينية. جدير بالذكر أن الدورة الأخيرة للجنة العليا المشتركة الجزائرية السورية شهدت المصادقة على 25 وثيقة بين اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية وبروتوكولات اتفاق تخص مجالات التجارة والمالية والصناعة والمؤسسات والنقل والتجارة والموارد المائية والتربية والثقافة والأرشيف والعدالة والعمل والسياحة والشؤون الاجتماعية. وتوجت أعمال الدورة كذلك بالتوقيع على 21 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم، فيما أسفرت أعمال الدورة الأولى التي انعقدت في دمشق عام 2008 عن التوقيع على 11 اتفاقية وبروتوكول تعاون وبرنامج تنفيذي في مجالات الصادرات والزراعة والتجارة والصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي والبحث العلمي والتعاون الثقافي والنقل الدولي البري للركاب والبضائع، إضافة إلى المجال القنصلي وإنشاء مجلس رجال أعمال.