يحتضن مركز الاتفاقيات لمدينة وهران، خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 11 من شهر ماي المقبل، فعاليات الصالون الدولي السابع عشر للمستقبل التكنولوجي "سيفتاك"، برعاية مشتركة بين وزارتي البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والصناعة والمناجم، وبمشاركة هيئات ومؤسسات وطنية وأجنبية مختصة في مجال تكنولوجيات الإتصال تحت شعار "الخدمات الحكومية الإلكترونية"، حيث يتزامن مع الإصلاحات التي يشهدها قطاع الخدمات الإدارية بالجزائر، ولمعرفة إهتمامات "سيفتاك" وأهدافه لهذا الموسم، يتحدث محمد حمزة منظم الصالون ومدير الوكلاء "بزنس" ل"الشروق أونلاين". الشروق اونلاين: تتوّجه الحكومة حاليا لتطوير الخدمات الإلكترونية في مختلف الإدارات من أجل تحديث إقتصاد المعرفة وإدخال تكنولوجيات المعلومات والإتصال في مختلف أوجه حياة الجزائرين، هل تتماشي إستراتجية "ّسيفتاك" مع هذا التوّجه؟ محمد حمزة: بالتأكيد.. طبعة هذه السنة تتزامن مع مساعي الدولة لتطوير الخدمات الإدارية في مختلف القطاعات الحكومية، من أجل إرساء إدارة أكثر نجاعة وأكثر قربا من مختلف المتعاملين والمواطنين، ويسعى "سيفتاك" إلى دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العمل الإداري من أجل توفير خدمات ذات قيمة مضافة لفائدة مختلف فئات المجتمع، حيث كان قطاع العدالة السباق في العملية التي سمحت للمواطنين تذوق طعم إستخراج الأحكام والقضايا وشهادة السوابق العدلية في دقائق معدودة، بعدها وزارة الداخلية التي سهلت على المواطنين إصدار جواز السفر البيومتري وبطاقة الهوية الوطنية ورخصة السياقة بطريقة الكترونية قلصت الوقت، ووفّرت على الأشخاص متاعب الإنتظار في طوابير كانت هاجسهم في وقت مضى. الشروق اونلاين: ألا تعتقدون أن شعار هذه الطبعة جاء متأخرا مقارنة بالثورة التكنولوجية التي عرفتها مختلف القطاعات، حيث أصبحت الخدمة تقدم بنقرة زر، موّفرة بذلك الوقت والمال للأشخاص والدولة على السواء؟ محمد حمزة: الثورة التكنولوجية الحاصلة في الوقت الراهن لازلت مستمرة ولازالت معظم القطاعات الحكومية والهيئات بمختلف تخصصاتها تحضّر برامجها لتمكين المواطنين من الاستفادة من محتوى خدماتهم بآلية إلكترونية، وكما قلنا سابقا أن صالون" سيفتاك" يهدف إلى جمع المورّدين وتقديم الخدمات وتمكين صناعة فرصة حقيقة للمتعاملين والعارضين والزوار، حيث تلتقى الخدمة بالمصنّع، والفكرة بالوسيلة، فجميع طبعات "سيفتاك" هي مواعيد إقتصادية من أجل التقاء مختلف الشركاء والمتعاملين، حيث كانت سببا في تطوير مشاريع كانت في السابق مجرد فكرة لأشخاص، كما أن شعار "سيفتاك" المتمثل في "الخدمات الحكومية الإلكترونية"، سيوّفر في إعتقادنا شراكة جدية بين المتعاملين والمهنيين، بعرض مختلف الأفكار العلمية والتكنولوجية للفاعلين والاستفادة من الخبرات الأجنبية، في مجال تطوير الخدمة الإلكترونية وتحديث الإدارة وجعل جسرا الكترونيا بينها وبين المواطن. الشروق اونلاين: هل ثقافة تطوير الأعمال موجودة ضمن إهتمامات" سيفتاك" لهذه السنة؟ محمد حمزة: تطوير الأعمال حاليا يحتاج إلى حوكمة جيدة وأخذ بعين الإعتبار عنصر القيم المشتركة بين الأفراد والهياكل الحكومية وإطارات التسيير والوسائل والطرق المتمثلة في سياسة الدولة وبرامجها ومشاريعها الخاصة، فللأسف في الجزائر لا يوجد تناسق بين هذه العناصر، إذ أنه لا يوجد تطبيق فعلي للحوكمة بل هناك بعض المحاولات التسييرية، حيث لا توجد هياكل قادرة على حمل المتغيرات الجديدة لثقافة تطوير الأعمال، وسنتطرق لهذا الأمر خلال مداخلات ستكون على هامش الصالون، من أجل طرح بدائل والاستفادة من مقترحات الشركات العارضة وآراء الزوار والمتعاملين لتطوير أرضية الأعمال مناسبة. الشروق اونلاين: نعرّج نحو مشروع "سيبار ريف" الذي أعلنتم عنه سابقا، أين وصلت المبادرة، وهل هناك متابعة حكومية او مؤسساتية لها؟ محمد حمزة: "سيفتاك" هو وسيلة لطرح المبادرة فقط ، والمتابعة تكون من مختلف المتعاملين الإقتصاديين ويبقى الإشراف والمراقبة على الدولة لتوفير الجو الأنسب لتنفيذه، ووزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال تقوم بواجبها بتوفير شبكة الأنترنت في الأرياف، وهنا "مربط الفرس"، فعلى الدولة تكثيف الجهود للحد من النزوح الريفي إلى المدن وهذه السياسة إنتهجتها الجزائر في السبعينات لكن لأسباب أمنية حدثت أمواج نزوح كبيرة في التسعينات، والآن توفير نفس ظروف العيش بما فيها تكنولوجيات الاتصال ضرورة لتطوير الاقتصاد الريفي . الشروق اونلاين: الدولة إعترفت مؤخرا بدور المؤسسات الإقتصادية الخاصة ورجال الأعمال وثمنت إستراتجيتها بمعية القطاع العمومي للمساعدة ماليا للخروج من الأزمة الحالية .. هل من تعليق؟ محمد حمزة: التعديل الدستوري الأخير عرف نقطة مهمة وهو المساواة بين القطاع العمومي والخاص وهو منعطف سمح بتطوير منتجات المؤسسات التي يعوّل عليها مستقبلا، ويجب على الحكومة إعطاء القطاع الخاص نوعا من الأهمية لإثبات قدرات المؤسساتية من أجل تطوير التنمية الإقتصادية والمساعدة للخروج من الأزمة. الشروق اونلاين: فتح الصالون هذه السنة فضاء للتنافس العلمي والإبتكار التكنولوجي، من خلال تكريم أفضل مخترع شاب .. هل من توضيح؟ محمد حمزة: الإختراعات هي التي تغيير المستقبل و تشكل قاطرة ومنعطفا حاسما لتنمية إقتصادية مستدامة، لهذا نجد الدول المتقدمة تستثمر في هذا المجال بتوفير الجو الملائم للمخترعين للاستفادة من منتجاتهم التي تشكل فائدة كبيرة لتطوير اقتصاد الدولة، ولهذا "سيفتاك" وضع حجر الأساس للإستثمار في مجال الإختراعات العلمية والتكنولوجية بالإعلان عن " جائزة المخترع الشاب"، بتحفيز الشباب على الاختراع الذي سيعود على الدولة بفائدة إقتصادية ومالية كبيرة، حيث سنختار أفضل الإختراعات على سبيل التنويه وكذا دعمها للتجسيد على أرض الواقع . الشروق اونلاين: هل من إضافة؟ محمد حمزة: "سيفتاك" سينظم مسابقة خاصة بالإعلاميين " أحسن قلم" سيكافئ فيها الصحافيين بجوائز تحفيزية على أحسن مقال تكنولوجي وأحسن تغطية للصالون، كما لم نغفل الشركات الناشئة التي تحظى بأسعار تفضيلية ودعم كبير لحضور الصالون، كما سنكرم أفضل شركة ناشئة حاضرة في الصالون، وهدفنا هو توفير فضاء علمي، تكنولوجي واقتصادي مميز في منطقة شمال افريقيا ككل، حيث يجب أن نتحول من استيراد التكنولوجيا إلى انتاجها ثم تصديرها.