أفادت مصادر أمنية شمال موريتانيا أن مدينة أزويرات تشهد حاليا حالة استنفار أمني قصوى، وسط مخاوف من حدوث تفجيرات إرهابية في المنطقة. وقالت المصادر التى أوردت النبأ إن الجيش والشرطة في المدينة وضعا في حالة تأهب، بعد ورود معلومات استخباراتية بإمكانية قيام "الجماعة السلفية" الناشطة فى الصحراء بين الجزائر وموريتانيا بأعمال إرهابية في الولاية، خاصة بعد تسليم الحكومة المالية لسلفيين موريتانيين دون التنسيق مع السلطات الموريتانية، وهو ما ساهم في توتر العلاقات بين البلدين. * * ولد الطيب ومحمد الخيري تخصصا في المتفجرات ونشطا تحت إمرة "بلعور" * * ويأتي هذا الاستنفار الأمني بعد توقيف الأجهزة الأمنية في أزويرات الأسبوع الماضي أفرادا في خلية متهمة بالارهاب. * وفى السياق ذاته، قالت مصادر بمدينة نواديبو الساحلية إن وحدة من فرقة الدرك المختلطة اعتقلت يوم أمس الأحد بمدينة نواديبو شمال غرب البلاد، سيدة تدعى فاطمة الملقبة "غلاة"، وتم تحويلها إلى نواكشوط، حيث تحتجز حاليا في مباني قيادة أركان الدرك وسط العاصمة، وذلك للاشتباه في علاقتها بعناصر تتهمهم السلطات الأمنية بالانتماء للحركات السلفية. * المصادر المتوفرة تؤكد أن السيدة قاطمة، ورد ذكرها أثناء التحقيق مع معتقلين تشتبه السلطات في أنهم شكلوا خلية تابعة لتنظيم "القاعدة"، وتقول المصادر الأمنية إنهم كانوا يخططون للقيام بعمليات اغتيال واختطاف تستهدف رئيس المجلس الأعلى للدولة والسفير الإسرائيلي بنواكشوط، هذا فضلا عن عمليات سطو مسلح تقول المصادر الأمنية إنهم كانوا يخططون لها. * وكانت التسريبات الأولية قد تحدثت عن استخدام المعتقلين لسيدة كانت تحاول استدراج أحد موظفي السفارة الإسرائيلية عبر الهاتف بغية الوصول إلى السفير، ولم يتأكد بعد ما إذا كانت السيدة المعتقلة هي التي تشتبه السلطات في قيامها بتلك المحاولة، أم أنها تلاحق بشبهة أخرى. * وقد تعززت المخاوف بعد افراج السلطات الأمنية فى مالى عن اثنين من ابرز المطلوبين للأمن الموريتاني فى صفقة مثيرة مع "الجماعة السلفية" مقابل الإفراج عن الرهينتين النمساويتين دون أن تكون لنواكشوط أي يد فى الصفقة أو علم بها قبل ما نشرته وسائل الإعلام. * ويعتبر الطيب ولد سيدي عالي وهو أحد المشمولين فى الصفقة من أبرز المطلوبين للأمن الموريتاني، حيث شارك في مواجهات تفرغ زينة الدامية في السابع من ابريل الماضي، وتمكن من الفرار والخروج من موريتانيا، بحسب تقارير الأمن واعترافات زملائه الموقوفين، وهو أيضا بحسب هؤلاء من المجموعة التي نفذت عملية سرقة المبالغ المالية الكبيرة القادمة من ميناء نواكشوط في عملية سطو مسلح وتحويلها "للجماعة السلفية" وفق ما أدلى به زعيم المجموعة المعتقل الخديم ولد السمان للمحققين، أما حمادة ولد محمد خيرو فهو معتقل سابق في موريتانيا، فر من السجن في ابريل 2006 إبان الفترة الانتقالية رفقة الخديم ولد السمان وسيدي ولد حبت، وخلال المحاكمة الشهيرة يونيو 2007 بُرئ من كافة التهم الموجهة له هو ورفيقه ولد حبت، في حين حكم على الخديم بالسجن سنة، كان قد قضاها، ولكن مع ذلك لم يظهر أي منهما في موريتانيا. * وبعيد توقيفهما قالت مصادر أجهزة الأمن المالي بمدينة "غاو"، إنهما كانا متواجدين في مخبأ عبارة عن ورشة لصناعة المتفجرات والقنابل التقليدية وتم ضبطهما وهما يقومان بمعالجة تركيبات بعض المواد المتفجرة، حيث وقع انفجار، وتم توقيفهما دون أدنى مقاومة ولم يقع اشتباك، وتم حجز كمية هامة من العتاد الحربي داخل هذا المخبأ تتمثل في أسلحة وذخيرة حية، ومواد لصناعة المتفجرات إضافة الى هواتف خلوية من نوع ثريا كانت بحوزة ولد الطيب وولد محمد الخيري. * وقالت المصادر ذاتها إنهما التحقا بالنشاط تحت إمارة المدعو "بلعور" منذ سنوات، وأنهما من أبرز قيادات الكتيبة التي تنشط بمنطقة الساحل الإفريقي وتسمى كتيبة الملثمين. * وتقول مصادر مطلعة إن موريتانيا قدمت طلبا للسلطات المالية بتسليم الاثنين، إلا أن الأخيرة امتنعت لأسباب أمنية وسياسية، وكانت عناصر الأمن المالي قد أعلنت رسميا عن اعتقال الموريتانيين يوم 7 سبتمبر 2008، وهما خبيرين في صناعة المتفجرات من أبرز قادة تنظيم "الجماعة السلفية"، يعملان تحت لواء "كتيبة الملثمين" التي يقودها "بلعور".