أطلق مجهولون النار الثلاثاء على ناشط أمريكي بنواكشوط، بينما كان في مقر عمله بمقاطعة "لكصر" وسط البلاد. وكشفت مصادر ل "الشروق اليومي" أن الأمريكي الناشط في جمعية أهلية أمريكية تعمل على رعاية الأطفال والمشردين في موريتانيا قد عثر عليه صباح الثلاثاء ملقى أمام مقر الهيئة ودمائه تنزف بعد إطلاق النار عليه من قبل مسلحين يعتقد أنهم موالون للجماعة السلفية للدعوة والقتال النشطة في صحراء موريتانيا منذ سنوات. * وذكرت المصادر ذاتها أن المسلحين حاولوا اختطاف الناشط الأمريكي بينما كان ينوي الدخول إلى مقر عمله، وبعد عراك استمر لبعض الوقت بالأيدي تخلى المسلحون عن فكرة الاختطاف تحت ضغط الزمن بفعل الحركة داخل المدينة وقاموا بإطلاق النار عليه عن قرب. وقال الأطباء الذين باشروا جثة الأمريكي إن إحدى الرصاصات استقرت في عينه بينما استقرت رصاصة أخرى في صدره ليفارق الحياة متأثرا بجراحه. وذكر مراقبون للعملية التي يعتقد أنها من تدبير الجماعة السلفية للدعوة والقتال في موريتانيا أن عملية قتل الأمريكي ستلقي بظلالها على الحياة السياسية والأمنية في البلاد بعد شهور من الحراك السياسي، كما تشكل عامل ضغط على القوى المتصارعة من أجل التوصل لاتفاق ينهي الفراغ القائم. وتأتي عملية الاختطاف الفاشلة بعد معلومات أولية تردد عن تحرك مكثف للجماعة السلفية للدعوة والقتال شمال موريتانيا، وخصوصا مدينة "وادان" الواقعة في قلب الصحراء. وأكد أحد السكان المحليين بمدينة "وادان" التاريخية في حديث هاتفي مع "الشروق اليومي" أن السلطات العسكرية المتمركزة قرب المدينة ضمن طلائع مكافحة الإرهاب أبلغت بتحرك ثلاث سيارات رباعية الدفع شمال المدينة. * وأعلنت المصادر التي أوردت النبأ ل "الشروق اليومي" أن السلطات العسكرية رفعت حالة الاستنفار القصوى في المنطقة خوفا من استهداف الجماعة السلفية للدعوة والقتال للشركات الغربية العاملة في مجال التنقيب عن النفط في المنطقة، غير أن البعض لا يستبعد أن يكون المسلحون الإسلاميون قد نجحوا في التسلل للعاصمة نواكشوط مستفيدين من الفراغ السياسي الناجم عن إبعاد العسكريين عن السلطة وفشل الأطراف في تجاوز العقبات المطروحة أمام تشكيل الحكومة الجديدة المنتظر أن تتولى قيادة البلاد في المرحلة الحالية.وتعيد عملية قتل الناشط الأمريكي بنواكشوط موضوع التنظيمات السلفية المسلحة للواجهة في دول المغرب العربي وخصوصا موريتانيا التي عاشت أحداثا مشابهة زعزعت استقرار النظام السياسي القائم وألقت بظلالها على المشهد داخل البلاد. * وكانت موريتانيا قد شهدت سنة 2007 عملية نوعية نفذتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال ردا على عمليات الاعتقال التي طالت عناصرها وأدت إلى مصرع أربعة رعايا فرنسيين قرب مدينة "ألاك" في أكبر عملية تنفذها الجماعة داخل الأراضي الموريتانية منذ مصرع الجنود الموريتانيين سنة 2005 بعيد محاصرة حامية "لمغيظي" المتمركزة على الحدود الموريتانية الجزائرية.وتقول السلطات الأمنية والعسكرية بنواكشوط إنها مسيطرة على الوضع الأمني، وإن أغلب عناصر الجماعة السلفية من أصول موريتانية رهن الاعتقال الآن بالسجن المركزي بنواكشوط.