عشرات الجرحى، حرق للسيارات، استعمال للسيوف والخناجر، "البوق" و"السينيال"، الهراوات و"الملوتوف"، صراخ وعويل، ورعب وهلع دائم، وغياب للمرافق الضرورية، هي السمات الأبرز لحي 5 جويلية الواقع وسط مدينة الأربعاء شرق ولاية البليدة بعد ترحيل المئات من السكان الفوضويين من الجزائر العاصمة وولاية البليدة إليه بداية 2015سنة، حيث لم يتحمل الحي الصغير هموم ومشاكل السكان الكبيرة التي عبروا عنها من خلال اندلاع أكثر من 50 حربا ضروسا أحرقت الأخضر واليابس بالحي وتركت علامات استفهام كبيرة حول من تقع عليه مسؤولية هذه الأحداث الخطيرة التي تحمّلها البسطاء من السكان طيلة عام كامل. "الشروق اليومي" تنقلت إلى حي 5 جويلية الذي تحوّل إلى ساحة حرب حقيقية في كل مرة والتقت ببعض السكان الذين أكدوا أنهم لحد الساعة لم يفهموا ما يجري في الحي وتساءلوا عن الدوافع الحقيقية لهذا التناحر والشجار في كل مرة لأجل أتفه الأسباب بينما رمى بعض الشباب من سكان الأربعاء الأصليين سهام الاتهام للسكان المرحلين للعاصمة بخلق النعرات والمعارك من أجل السيطرة على الحي وبث الرعب فيه، بينما أكد بعض الشباب الآخرين من سكان الحميز من العاصمة أن السكان الأصليين للأربعاء هم من كانوا يعتدون عليهم بسبب عدم تقبلهم للتعايش معهم ومن حقهم الدفاع عن أنفسهم. ووسط تبادل الاتهامات بين الطرفين فقد روى لنا سكان الحي قصصا مريعة حول عشرات الشجارات التي كان سببها نظرة ازدراء أو عدم تقبل شاب لآخر لتتطور الأمور سريعا مثلما حدث بين شباب حي بني زرمان وفئة أخرى من شباب العائلات المرحلة حديثا من العاصمة إلى حي 5 جويلية، قبل أن تتطور الأمور وتتسع دائرة الخلاف من نظرة احتقار وجهها شاب إلى آخر حيث لم يهضم الطرف الثاني النظرة وأقدم على طعن شابين من حي زرمان بالسلاح الأبيض وبعد وصول الخبر لسكان الحي اندلعت حرب حقيقية في حدود الساعة الثامنة مساء بين الطرفين استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء والألعاب النارية والحجارة و"المولوتوف"، ما تسبب في وقوع عشرات الجرحى وحرق وتحطيم 3 سيارات كانت مركونة بالحي، إلى غاية تدخل مصالح الدرك الوطني وقوات مكافحة الشغب التي باشرت في إطلاق قنابل الغازات المسيلة للدموع لتفرقة المتشاجرين وإلقاء القبض على بعضهم، ليهدأ العنف المخيف في حدود منتصف الليل بعدما عاش سكانه ليلة رعب حقيقية وسط صراخ النسوة المصدومات، وإسراع أصحاب السيارات التي كانت مركونة بالساحة إلى إبعادها، خاصة بعد تحطيم وحرق بعضها، وتحوّلت ساحة الحي إلى أكوام من الحجارة والزجاج المتناثر عليها، كما روى لنا عمي محمد صاحب 70سنة مأساة أخرى شهد عليها بعد أن انتهت مباراة المنتخب الوطني بعد خسارته صد نظيره الإيفواري. أطلق أحد الشاب الذي كان في حالة سكر كلاما بذيئا سخطا على خسارة المنتخب الوطني داخل أحد المقاهي حيث خرج شاب يقطن في شقة محاذية للمقهى وبدأت ملاسنات كلامية أودت بعشرات الجرحى وتفحيم 3 سيارات كاملة دون الحديث عن إتلاف أكثر من 30 سيارة، لتنطلق حرب العصابات انقسمت إلى أبناء مقاطعة الحراش وأبناء مدينة الأربعاء لتتواصل إلى ثلاثة أيام على التوالي، حيث لولا تدخل عقلاء الحي ورئيس الدائرة وقائد كتيبة الدرك الوطني وإمام مسجد مدينة الأربعاء لحل الأزمة لوقع الأسوأ، حيث أفادت مصادر أمنية موثوقة أن مصالح الدرك التابعة للأربعاء قد أوقفت عشرات المتسببين في أعمال الشغب الذين اعتدوا على ممتلكات الأشخاص وقدمتهم إلى العدالة بتهم الإخلال بالنظام العام وتحطيم ملك الغير وبث الرعب في أوساط السكان، غير أن سكان المنطقة وبعد حديثنا معهم ناشدوا السلطات المحلية والجهات الوصية بضرورة بناء مقر أمن لإنهاء معاناة السكان حيث أفادزا أن في كل مرة تفتعل فيها المعارك وعند حضور مصالح الدرك الوطني فإن المتسببين في أعمال الشغب يلوذون بالفرار بسبب بعد مسافة الحي على مقرات الأمن.