صورة لتفجير الثنية كشف التحقيق القضائي في قضية التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالثنية يوم 29 جانفي 2008 أن السيارة المستعملة في تنفيذ العملية عبارة عن شاحنة "فورڤو" خاصة بنقل البضائع تم إحضارها من انجلترا من طرف المدعو "ت.ر" وهو مهاجر جزائري ينحدر من الحراش بالعاصمة، ويعيش بلندن منذ عدة سنوات، غير أنه يتنقل ذهابا وإيابا بين الجزائرانجلترا، حيث أحضر المدعو "ت. ر" الشاحنة معه محملة بالهدايا للعائلة والأصدقاء والأقارب، وبعد أن وزع الهدايا سلمها للمدعو "ع.ط"، وهو مهاجر جزائري من الحراش يعيش في لندن كذلك وتربطهما علاقة صداقة. * * 13 متهما في القضية أمام جنايات بومرداس اليوم وصاحب الشاحنة في حالة فرار * * وتتضمن القضية 25 متهما، من بينهم 12 متهما في حالة فرار، على رأسهم المدعو "عبد المالك درودكال"، و"ع.ط" وهو صاحب الشاحنة المتواجد حاليا في لندن. * وتتمثل التهم المنسوبة لهؤلاء في الانخراط في جماعة إرهابية تنشط في الداخل والخارج، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، محاولة القتل، التزوير واستعمال المزور، المشاركة في التزوير، السرقة، تكوين جمعية أشرار والإشادة بالأعمال الإرهابية. * وحسب تصريحات المتهمين، فإن المهاجرين "ع.ط " و"ت.ر" يعيشان بلندن منذ عدة سنوات ويتنقلان بين الجزائرولندن، وأنهما حين عودتهما للجزائر أحضرا معهما شاحنتين محملتين بالبضائع، كل شاحنة مسجلة باسم أحدهما، "فورڤو"، وبعد أن تم تمرير الشاحنتين على الجمركة، أخرجاهما من ميناء الجزائر، وقاما بإفراغ حمولة الشاحنتين، وبعد ظرف وجيز عاد المدعو "ت. ر" إلى انجلترا وترك شاحنته عند "ع .ط" الذي بقي في الجزائر لمدة أطول على أساس أنه سيلتحق به لاحقا، وفي تلك الفترة قام "ع .ط" بالتصرف في الشاحنتين من خلال بيعهما لشخص ثالث، هذا الأخير الذي قام بتسليمها لعناصر من جماعة درودكال التي قامت بتفخيخها بالمتفجرات. * وفي حدود السادسة والنصف من صباح يوم 29 جانفي، اهتز قلب بلدية الثنية الواقعة شرق العاصمة على وقع تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، مملوءة بما لا يقل عن 650 كيلوغرام من المتفجرات، ما خلف قتيلين و23 جريحاً معظمهم مواطنون، ومن خلال تحاليل الشرطة العملية اتضح أن منفذ العملية هو الإرهابي الانتحاري حمزة أبو عبد الرحمن، 28 سنة. * وقبل وقوع التفجير بثواني شاهد حارس المبنى الانتحاري وهو يتقدم بسيارته نحو مركز الشرطة، فحاول توقيفه، لكن عندما لاحظ أنه مصمِّم على اختراق الحاجز الأمني الفاصل بين الطريق ومقر الشرطة، فتح عليه النار، وعندها فجر الانتحاري نفسه على بعد ثلاثة أمتار من المبنى، فتحول الشرطي إلى أشلاء متناثرة وقتل زميله متأثرا بشظايا القنبلة. * وإثر تحليل شظايا الشاحنة التي استعملت في التفجير تبين أن الانتحاري نفذ الهجوم بواسطة شاحنة المدعو "ت.ر" المستوردة من انجلترا، وتبين أن "ت.ر" غادر الوطن نحو لندن قبل وقوع التفجير بفترة وجيزة. * وماتزال الشاحنة الثانية إلى غاية الآن مفقودة، حيث لم يتم العثور عليها إلى يومنا هذا، واستنادا إلى هذه الوقائع توصل التحقيق إلى أن التخطيط للعملية الانتحارية التي استهدفت مقر الشرطة القضائية بالثنية بدأ بلندن، وأن المهاجرين يعتبران متهمين رئيسيين في القضية، وأنهما قاما بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية في الجزائر. * ويمثل اليوم، أمام محكمة جنايات بومرداس 13 متهما في القضية، بينما تم إصدار أوامر بالقبض واتخاذ إجراءات التخلف ضد 12 متهما آخر في القضية، من بينهم صاحب الشاحنة المستعملة في التفجير الذي مايزال في حالة فرار، والإرهابي درودكال. * ويرى دفاع المتهمين أن صاحب الشاحنة كان ضحية "خيانة الأمانة"، لأن "ع.ط" قام بيع الشاحنة دون علم "ت.ر".