صورة من الارشيف تشبعت بفكر "الجهاد" بمسجد بلال بن رباح بواد سوف، فقررت السفر الى العراق عبر سوريا وهذا بمساعدة أشخاص ذي صلة بالجماعات المسلحة ببلاد الرافدين، فكان انضمامي للمنظمة الدولية الإسلامية العراقية، قمت ب7 عمليات ضد الاحتلال الأمريكي هناك، وقررت العودة إلى الجزائر بعد أزمة الاقتتال بين العشائر في العراق... تم ترحيلي من سوريا إلى الجزائر في جانفي 2008 ..."، اعترافات قالها المتهم الجزائري (ع. احمد) فلاح من واد سوف يبلغ من العمر 26 سنة بعد إلقاء القبض عليه في قضية تتعلق بالانتماء لجماعة إرهابية تنشط بالخارج ليتراجع عن جميع هذه التصريحات أمس في جلسة محاكمته أمام جنايات العاصمة. * كانت الساعة تشير إلى 11 و9 دقائق لما نادى القاضي على الشاب (ل. احمد) من أجل محاكمته أمام محكمة الجنايات، وبعد المناداة على المحلفين، أمر رئيس الجلسة كاتب الضبط بتلاوة قرار الإحالة، ليستجوب بعدها المتهم. * * القاضي: لقد سمعت قرار غرفة الاتهام وماورد فيه، ماذا تقول في ذلك؟ * * أنا لم أصرح بكل هذه التصريحات. * * القاضي: كيف لم تصرح بها، وأنت عند الأمن قلت لهم : "كنت أتردد على مسجد بلال بن رباح بواد سوف"؟ * * المسجد يقع في الحي الذي أسكن به وفقط. * * القاضي: أنت كنت تلتقي مع المدعو (ب. عبد الله) وتكلمت معه حول الجهاد في العراق ثم التقيت مع شخص جزائري ذي صلة بالجماعات المسلحة بالعراق وآخر من جنسية تونسية (ص. نزار ) واستضافه إلى أن سافر نحو العراق؟ * * لا، أنكر. * * القاضي: لكنك صرحت بأنك بقيت على اتصال مع التونسي المدعو نزار حتى بعد سفره للعراق ثم التقيت مع المدعو رياض وهو طالب جامعي تكفل رفقة أشخاص آخرين بنقلك إلى بوزريعة بالعاصمة ووفروا لك مبلغا ماليا 40 ألف دينار بغية نقلك إلى سوريا جوا، وهناك التقيت بأشخاص مكثت عندهم بسكن مخصص لاستقبال المتطوعين العرب، وبعدها نقلوك برا إلى مدينة العاج بالعراق، اذ انتميت إلى منظمة الدولة الإسلامية العراقية، وهناك تم تدريبك لأكثر من شهرين على حمل سلاح كلاشينكوف واستعمال القنابل اليدوية، واعترفت أيضا أنك ساهمت في 7 كمائن ضد الاحتلال الأمريكي في ظرف 4 أشهر، وزدت على ذلك بأنك قررت الرجوع إلى الجزائر بعد تأزم الأمور بين العراقيين واقتتال العشائر فيما بعضها بسبب حصولهم على أسلحة من قبل الحكومة الأمريكية هناك لغرض مكافحة الإرهاب، وعندما دخلت إلى سوريا ألقي عليك القبض بعد ثلاثة أيام من قبل السلطات السورية ومكثت 3 أشهر في السجن لتحول فيما بعد إلى الجزائر ..هذا كلامك أم لا؟ * * هذه مجرد أكاذيب لفقت لي جملة وتفصيلا. * * القاضي: لكن كلامك هذا يحوي أمورا دقيقة جدا وبالتفصيل. * * أنا لا أعرف هذا الكلام. * * القاضي: ولكنك أعدت نفس الوقائع أمام قاضي التحقيق وبالتفصيل وقلت تم تجنيدي من قبل أبو جلال من خنشلة؟ * * أنا لما أخذوني إلى قاضي التحقيق ضربوني وأمروني بقول نعم على كل شيء جاء في محاضر الشرطة الأولى. * * القاضي: لماذا ألقي عليك القبض إذن؟ * * أنا بريء سيدي القاضي وذهبت إلى سوريا من أجل التجارة وألقي علي القبض هناك بسبب الحملة التي شنتها السلطات السورية ضد الأجانب. * * القاضي: واعترافاتك ؟ * * أنا لم أعترف بأي شيء، لقد ضربوني وعذبوني إن تركتني سأريك ظهري المجروح. * * لكن قاضي التحقيق- يقول رئيس الجلسة - لم يعذبك واعترافاتك كانت متسلسلة تسلسلا منطقيا لما جرى حتى أنك ذكرت عدد الكمائن التي نصبتها للجيش الأمريكي والمدة التي قضيتها بمعسكر التدريب، وغيرها من الأمور التي لا يمكن لأي شخص آخر أن يعرفها سواك. * يحيل القاضي الكلمة للنائب العام الذي سأل المتهم قائلا: "كم كنتم من شخص لما حولوك من سوريا إلى الجزائر؟ فأنت قلت بأن السلطات السورية شنت حملة ضد الأجانب، فهل أنت الجزائري الوحيد هناك مع العلم أن سوريا تعج بالجزائريين الذين يعملون في التجارة هناك؟"، فيرد المتهم "لا أعرف الجزائريين هناك وتم ترحيلي إلى الجزائر رفقة شخص آخر لا أعرفه". * وعلى هذا الأساس طالب ممثل الحق العام بتسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ومليون دينار جزائري كغرامة في حق المتهم (ل. احمد) من واد سوف لارتكابه جناية الانتماء لجماعة إرهابية تنشط خارج الوطن. * في الوقت الذي طالب فيه دفاعه براءته التامة لانعدام أي دليل ضده. * وكانت آخر كلمة من نصيب المتهم الذي قال "أنا ابنكم وابن هذا الوطن وأطلب من سيادتكم أن تعطوني حقي وهو البراءة التامة"، غير أن محكمة الجنايات وبعد المداولات قضت بحكم 3 سنوات سجنا نافذا في حق المتهم الشاب.