كشفت جلسة محاكمة ''ش• عبد الرحمن'' بجنايات مجلس قضاء العاصمة بأن الجماعات المسلحة التابعة لأسامة بن لادن والزرقاوي، التي تنشط بالعراق، غالبا ما تكلف الأجانب العرب المتطوعين للقتال بهذا البلد بتنفيذ العمليات الانتحارية بعدما يتلقون تدريبات عسكرية ويحصلون على أسلحة، فيضطر معظم هؤلاء المتطوعين إلى رفض الفكرة، ليجدوا أنفسهم مهمشين، ما يجعلهم مجبرين على العودة إلى أوطانهم، وهو حال المتهم في قضية الحال التي التمست فيها النيابة العامة تسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حقه بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالداخل والخارج، التهمة التي برأته منها المحكمة بعد المداولات• واقتنع ''ش• عبد الرحمن'' المكنى ''أبو عبد الرحمن'' صاحب المستوى الجامعي، بفكرة الجهاد بالعراق على يد ''ب• ياسين''، حيث كان كثير التردد على مسجد البشير الإبراهيمي ببراقي في العاصمة، وسلمه رقم هاتف ''عبد المجيد'' الذي يقيم بسوريا، المتكفل بنقل المتطوعين للقتال ضد القوات الأمريكية بالعراق، وتعرف المتهم ب''س• عبد الرحمن'' الذي ينشط في التنظيم المسلح ''أمجاد الإسلام'' تحت لواء القاعدة• وتنقل ''ش• عبد الرحمن'' و''ب• ياسين'' إلى سوريا واتصلا بأحد المسلحين بمنطقة يتواجد بها المتطوعون العرب للجهاد في العراق، من بينهم تونسيون وسعوديون، وتلقوا المساعدة هناك لدخول الأراضي العراقية، حيث التقوا عدة مسلحين، يتقدمهم أحد الجزائريين الذي يتكفل بهم، وتشبعا بفكرة الجهاد ببلاد الرافدين، من خلال تلقيهما مع باقي المتطوعين دروسا تحريضية في هذا الإطار• وبعدما تمت مبايعة ''أبو عتيد'' كأمير على الجماعة التي ينتميان إليها، طالبهم بتنفيذ عمليات تحريضية وهو ما رفضه أفراد هذه الجماعة، خاصة ''ش• عبد الرحمن''، ولم يتقبلوا تنفيذ أوامره، وهو ما أدى إلى تجريدهم من أسلحتهم وأصبحوا مهمشين، فتبادرت في ذهن ''ش• عبد الرحمن'' دخول سوريا من جديد للعودة عبرها إلى أرض الوطن• وأشارت النيابة العامة في مرافعتها إلى أن ''ش• عبد الرحمن'' أنكر التهم المنسوبة إليه وادعى دخول سوريا كنقطة عبور نحو السعودية لأداء مناسك العمرة، وهذا تهربا من المسؤولية، وأضافت أن المتهم كشف أثناء التحقيق معه عن عدة أسماء لإرهابيين بعضهم تم القضاء عليه و آخرون توبعوا قضائيا و هو ما يؤكد حسب النيابة العامة تورطه و علاقته بالجماعات المسلحة.