يتفاجأ المتجول في أحياء مدينة ورقلة في الفترة الأخيرة بالانتشار الكبير لأكشاك وعربات الشاي التي تنصب على جوانب الطرقات، حيث يقوم شباب بطال في العقدين الثالث والرابع بتجهيزها والعمل فيها على مدار ساعات طويلة، هروبا من شبح البطالة بعد أن ملوا من طول الانتظار والوعود الواهية التي طالما حلم بها هؤلاء. عرفت ظاهرة انتشار الأكشاك في شوارع مدينة ورقلة، نموا كبيرا في الأشهر الأخيرة، حيث أصبحت الملجأ الوحيد لأبناء المدينة من أجل الهروب من شبح البطالة الذي يلاحقهم في ولاية تعتبر من أغنى ولايات الوطن، وبالرغم من أن هذه الأكشاك في نظر القانون تعتبر غير شرعية كون أصحابها لا يمتلكون وثائق ولا تراخيص تسمح لهم بممارسة النشاطات التجارية المختلفة كتعبئة رصيد الهواتف النقالة وبيع الجرائد والشاي وحتى السجائر، إلا أن عددا كبيرا من المواطنين أبدوا ارتياحهم للنفع الذي تقدمه خصوصا أن أصحابها يعملون على مدار الساعة وهو ما يساعد المواطنين على قضاء احتياجاتهم. وأكد بعض أصحاب هذه الأكشاك في تصريحهم ل"الشروق" أنهم لم يجدوا حلا للكسب والاسترزاق بعد طول الانتظار في منصب عمل قار، إلا عبر فتحها خصوصا أنهم يخسرون مبالغ كبيرة في سبيل بنائها وتهيئتها وتزيينها مع تهيئة المحيط القريب منها رغم العراقيل الكبيرة التي تواجههم من طرف الجهات الوصية، التي يتعمد عدد من أعوانها الوقوف في وجه هؤلاء الشباب ومحاربتهم بكل الأشكال من أجل غلقها. أحد الشباب البطال في حديثه لنا أكد أنه عانى كثيرا من أعوان البلدية الذين حاولوا بكل الطرق إجباره على إغلاق كشكه رغم أنه يقوم ببيع العطور وخدمات الهاتف النقال ويمتنع عن بيع السجائر، حيث تم رفض طلبه بالتزود بالكهرباء أكثر من مرة وحتى استئجار المساحة الأرضية التي يشتغل عليها حرم منه، وأصحاب الأكشاك أبدوا حزنهم للواقع الذي يعيشونه، مؤكدين أن أغلبهم حرم من حق الاستفادة من محلات الرئيس التي تم توزيع أغلبها على العنصر النسوي لتبقى مغلقة لسنوات، فكان ملجأهم الوحيد هو فتح هذه الأكشاك، مؤكدين أنهم مستعدون للاستغناء عنها إذا ما تم إعطاءهم حقهم في ممارسة التجارة في محلات الرئيس المغلقة أو تسجيل مشاريع لفائدتهم من طرف البلدية، لتبقى هذه الأكشاك تغطي على عورات المدينة في مجالات التنمية والشغل.