أخذ موضوع العثور على "كادْنات" تحمل صور وأسماء مواطني، نساء ورجالا، وحروزا بمقابر الجزائر مُنعرجا خطيرا، وتحوّل إلى مسلسل لا نهاية له، فأصبح مصطلح "الكادنة" أكثر الكلمات تداولا عبر الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من فايسبوك وتويتر، لدرجة أن كثيرا من أصحاب التواصل الاجتماعي، غيّروا صور "بروفايلاتهم" ووضعوا مكانها صورا غريبة، ومنها خريطة الجزائر مغلوقة بكادنة، وصورا أخرى طريفة ومنها ما يجسّد احتجاج فرنسا على عدد الكادنات بمقابر الجزائر، والذي اعتبرته تفوَّق على عدد كادنات جسر الحب بفرنسا، وكاريكاتور آخر طريف، مضمونه أن عائلة ذهبت لتخطب فتاة، وعندما لم تعجب العروسة عائلة الشاب، ردّت أمها متحسرة: واقيلا تصويرتك راهي في كاش كادنة بالمقبرة !! واستغل بعض المُغنين كعادتهم الظاهرة، وألفوا أغان في هذا الاتجاه، ومنهم الشاب حُسام بأغنيته "دارولي الكادنة.. عند الطّالب أنحُلها"!! ولأن موضوع السحر والشعوذة بالمقابر تفوق على أكثر مواضيع المجتمع أهمية، من بطالة وأزمة سكن وتقشف وعنوسة واختبارات التلاميذ... تحرّك رجال الدين، حيث ناشد إمام مسجد الفتح بالشراقة محمد الأمين ناصري، المواطنين بعدم اعطاء الموضوع أكثر من حجمه، يقول "إن كان السحر موجودا حقيقة، لكن لا يجب تهويل الأمر وربط جميع إخفاقاتنا ومشاكلنا بالسحر"، و- حسبه- سحر الصور لا أصل له، لأن الصورة لم تكن موجودة في القرون الماضية والثقافات القديمة، وهذا مجرد دجل عصري. وأكد الإمام أن أشخاصا لا علاقة لهم بالشعوذة استغلوا الظاهرة، وصاروا ينتقمون عن طريق رمي صور خصومهم في الطرقات وأمام منازلهم، ويكتبون عليها رموزا مبهمة، فقط للتخويف، مؤكدا "جاء للمسجد شخص مرعوب جدا، يقول أنه عثر على صورته مرمية أمام باب منزله ومكتوب عليها علامة أكس، فطمأنته أن الموضوع لا علاقة له بالسحر، بل مجرد انتقام صبياني". ودعا الإمام الجزائريين، خاصة أصحاب الصور، لعدم الخوف وأن يرموا هذا الموضوع وراء ظهورهم، لأنه "لو فكر الإنسان في الهلاك لجاءه الهلاك". وما على الشخص إلا تحصين نفسه بالصلاة في وقتها مع المحافظة على صلاة الفجر، وترديد أذكار الصباح والخروج والمساء والنوم والتوكل على الله، وقراء القرآن، خاصة سورة البقرة يوميا إن أمكن.