قام مجموعة من الشباب المتطوّعين بمستغانم، الجمعة، بحملة تنظيف على مستوى عدّة مقابر بمختلف البلديات منها مقبرة "الرادار" ومقبرة أولاد الحاج بويليس، أين تمّ العثور على صور الضحايا مرفوقة بحروز غريبة تحتوي على كتابات تهدف لإيذائهم، إضافة إلى العثور على عدد معتبر من الأقفال. تفاجأ عدد من الشباب لهول ما عثروا عليه من أعمال السحر والشعوذة مدفونة ما بين المقابر، في عمليات تنظيف مجدّدا بعد حملات تمّ القيام بها سابقا على مستوى عدّة مقابر من الولاية، وقد تمّ العثور على أعمال سحر قديمة وضعت داخل أكياس وقماش بدأ يتحلّل بداخلها صور بالأبيض والأسود تعود إلى سنوات سابقة، وأخرى حديثة بداخلها صور جديدة منها صور بطاقات الهويّة أو صور تمّ إلتقاطها لأصحابها في أماكن عمومية كحافلات النقل وأخرى يظهر أنّها ملتقطة بالأعراس والحفلات، وترفق هذه الصور بأقفال أو "كادنات"، تمّ العثور على عدد معتبر منها والتي تستعمل لأغراض السحر والشعوذة وأصبحت معروفة لدى الجزائريين من كثرة استعمالها، إلى درجة أنّ بعض مؤدّي أغنية الراي، أصدروا أغاني جديدة عن سحر "الكادنة". والغريب في الأمر هو ما تحتويه الحروز من طلاسم التي عثر عليها الشباب الذين قاموا بحملة التنظيف، وهي عبارة عن قصاصات من الورق مكتوبة بلغة ركيكة والتي تدعو إلى إصابة الضحيّة بالشرّ، وذلك بذكر اسمه واسم أمّه وذكر الرغبة من السحر، والتي تكون غالبا غلق أبواب الرزق، والمرض والعقم والفراق بين الزوجين والكره ما بين أفراد العائلة وغيرها من المشاكل، كما تضاف جداول إلى هذه العبارات والتي يقال إنّها تكليف للجنّ بهذه المهام من قبل السحرة والمشعوذين، كما لاحظ منظّفو المقابر وجود تشابه ما بين بعض الطلاسم في الخطّ واللون والورق، والتي تشير إلى إمكانية أن يكون المشعوذ نفسه الذي قصده عدد من النّاس، ودعا سكّان الولاية إلى تكثيف عمليات التنظيف على مستوى مختلف المقابر والمداومة على ذلك من أجل تطهيرها من أعمال السحر والشعوذة، داعين الضحايا الذين يتعرّفون على صورهم إلى العلاج بالرقية الشرعية والقرآن الكريم.