ذكرت وسائل إعلام سعودية، السبت، إن وفداً إيرانياً غادر السعودية دون التوصل لاتفاق بشأن أداء الإيرانيين لمناسك الحج هذا العام، في ثاني محاولة فاشلة للتوصل لاتفاق بين القوتين المتنافستين في الشرق الأوسط. وتدهورت العلاقات بين البلدين بعد وفاة مئات الإيرانيين في تدافع أثناء الحج العام الماضي وبعدما قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية عقب اقتحام سفارتها في طهران في جانفي بسبب إعدام رجل دين شيعي سعودي. وفتح الخلاف ساحة جديدة للشقاق بين المملكة السُّنية المحافظة والجمهورية الإسلامية الشيعية اللتين تدعمان أطرافاً متناحرة في الصراع السوري وصراعات أخرى في المنطقة. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، في وقت متأخر يوم الجمعة: "وفي فجر يوم الجمعة أبدى الوفد الإيراني رغبته في المغادرة إلى بلادهم دون توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجهم". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن رئيس هيئة الحج الإيرانية سعيد أوحدي قوله، إنه لا تزال هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق حتى ليلة الأحد. وألقت السعودية باللوم على إيران في الأزمة. وقال عبد المحسن إلياس وكيل وزارة الإعلام في الرياض لوكالة رويترز للأنباء: "شهدنا عدم جدية من قبل الجانب الإيراني في التعامل مع هذه القضية. إنها محاولة أخرى منهم لتسييس الحج". وبعد إخفاق محاولة سابقة للاتفاق على بنود الحج هذا الشهر ألقت القيادة الإيرانية باللوم على السعودية في التأجيل وقالت إنها تشعر بقلق بالغ على سلامة الحجاج الإيرانيين بعد كارثة العام الماضي. وبعد ثمانية أشهر من الحج الماضي لم تنشر السعودية إلى الآن تقريراً عن الكارثة، بعد أن أعلنت أن أكثر من 700 حاج لاقوا حتفهم فيها وهو أعلى عدد قتلى في الحج منذ حادث تدافع في عام 1990. لكن عدد قتلى الكارثة في الدول التي استقبلت جثث مواطنيها يظهر أن أكثر من ألفي شخص ربما لاقوا حتفهم بينهم ما يربو على 400 إيراني. وفي وقت لاحق نقلت وسائل الإعلام السعودية عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إشادته بالسلطات السعودية في تنظيم حج ناجح مما زاد من غضب طهران. وقالت وزارة الحج السعودية، إنها لبت عدداً من المخاوف الإيرانية من خلال تقديم تأشيرات إلكترونية من داخل إيران ومناصفة نقل الحجاج جواً بين السعودية وإيران والموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح الحجاج الإيرانيين.