حمّلت وزارة الحج السعودية الجانب الإيراني مسؤولية انهيار المحادثات التي تمت في السعودية بين الطرفين لترتيب قدوم الحجاج الإيرانيين للموسم القادم، بسبب مغادرة الوفد الإيراني المفاجئة، أول أمس، وامتناعه عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات شؤون حجاج بلدهم. وفي بيان رسمي، تلقت "الشروق" نسخة منه، كشفت وزارة الحج السعودية عن مراحل المباحثات التي تمت في المملكة، بعد استقبال الوفد الإيراني وتقديم كافة التسهيلات له، حسب البيان، حيث عقدت اجتماعات متواصلة على مدى يومين ناقش الطرفان خلالها كافة الأمور المتعلقة بحج الإيرانيين. وأضاف البيان أن الطرف السعودي قدم حلولا لكافة النقاط التي طالبت بها منظمة الحج الإيرانية كموضوع التأشيرة التي عرض الجانب السعودي إصدارها إلكترونيا من داخل إيران تسهيلا للإجراءات الإدارية، ومشاركة الخطوط الجوية السعودية في نقل الحجاج ذهابا وإيابا، والموافقة على طلب الطرف الإيراني بإيفاد وفد تمثيل دبلوماسي لرعاية شؤون الحجاج، رغم أن العلاقات مقطوعة رسميا بين الرياضوطهران. ولكن، يضيف بيان وزارة الحج السعودية، الوفد الإيراني أبدى بشكل مفاجئ رغبته في مغادرة المملكة، فجر الجمعة، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات شؤون حجاجهم. وحملت الحكومة السعودية إثر ذلك الطرف الإيراني مسؤولية عدم تمكين مواطنيهم من أداء الحج هذا العام، وأكدت رفضها القاطع لتسييس شعيرة الحج و"استعدادها الدائم للتعاون فيما يخدم حجاج بيت الله ويسهل إجراءات قدومهم"، حسب البيان، ما يترك الباب مفتوحا لإمكانية إيجاد حل للموضوع خلال الأيام القادمة إذا أبدى الإيرانيون موقفا إيجابيا أو تدخل طرف ثالث للوساطة بين الطرفين . وكانت وسائل إعلام عربية قد تابعت منذ أيام المباحثات الجارية في السعودية لإيجاد صيغة لقدوم الحجاج الإيرانيين لموسم الحج. وأكد مراقبون إعلاميون وسياسيون أن انسحاب الوفد الإيراني جاء لإعطاء انطباع في الداخل الإيراني وأمام العالم بأن الجانب السعودي هو من يقف وراء فشل المباحثات، وبالتالي عدم أداء الإيرانيين للركن الخامس هذا العام. ومعلوم أن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ جانفي الماضي إثر اقتحام متظاهرين إيرانيين لمقريّ السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مدينة مشهد، وتخريب ونهب ما فيها وتلقي الدبلوماسيين السعوديين العاملين في إيران تهديدات بالقتل، وذلك على خلفية تنفيذ السلطات السعودية حكم الإعدام في حق رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر الذي تقول السلطات إنه متورط في أعمال إرهابية تمس بأمن الدولة والمواطنين.