بدأت محكمة مصرية، السبت، محاكمة يحيى قلاش نقيب الصحفيين واثنين من أعضاء مجلس النقابة، بعد أسابيع من اندلاع أزمة حادة بين الصحفيين ووزارة الداخلية، إثر إلقاء القبض على اثنين من الصحفيين في مقر النقابة. وأثارت هذه المحاكمة وما سبقها من إجراءات انتقادات جماعات حقوق الإنسان. وتأتي في وقت تواجه فيه الحكومة اتهامات بالسعي لقمع المعارضة. ويواجه قلاش وجمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة وخالد البلشي وكيل النقابة للحريات تهمتي إيواء الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا في مبنى النقابة رغم صدور أمر من النيابة العامة بالقبض عليهما فضلاً عن نشر أخبار كاذبة تتعلق بملابسات إلقاء القبض عليهما. وقال خبير قانوني لوكالة رويترز للأنباء في وقت سابق، إن أقصى عقوبة للتهمتين السجن ثلاث سنوات. ومنع الأمن الصحفيين من حضور جلسة، يوم السبت، التي عقدت بمقر محكمة للجنح وسط القاهرة. وقال أعضاء بمجلس النقابة حضروا الجلسة لرويترز، إن الجلسة كانت إجرائية ولم تستمر سوى لدقائق معدودة وطلب فيها محامو النقابة تأجيل نظر القضية للإطلاع. وقال محام ومصادر قضائية لرويترز، إن القاضي قرر تأجيل المحاكمة لجلسة 18 جوان الجاري. وتجمع عشرات الصحفيين خارج المحكمة ورددوا هتافات مناوئة لوزارة الداخلية وأخرى تندد بتقييد حرية الصحافة منها "الصحافة مش (ليست) جريمة". وقاموا أيضاً بمسيرة جابت بعض الشوارع المحيطة بالمحكمة برفقة قلاش وعدد من أعضاء مجلس النقابة بعد انتهاء الجلسة. ورفض قلاش وبقية أعضاء مجلس النقابة طلبات من الصحفيين للتعليق على القضية وقالوا إن الأمر متروك للمحامين. وقال سيد أبو زيد محامي نقابة الصحفيين لرويترز، إن هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يحال فيها نقيب للصحفيين للمحاكمة في قضية نقابية. وأضاف "الآن دخلنا المحاكمة ولازم نمثل ونقدم دفاعنا ونحصل على البراءة.. ليس أمامنا سوى هذا الأمر". وتابع "أملي كبير في البراءة بإذن الله". وندد قلاش ونقابة الصحفيين بواقعة إلقاء القبض على الصحفيين محمود السقا وعمرو بدر من داخل مقر النقابة وهي الواقعة التي أشعلت احتجاجات الصحفيين. وطالبت النقابة بعزل وزير الداخلية رداً على ذلك. ووصفت النقابة الواقعة في ذلك الوقت بأنها "اقتحام" من قبل الشرطة لمقرها الذي لطالما كان مسرحاً لاحتجاجات في وسط القاهرة وذلك للمرة الأولى في تاريخها الممتد على مدى 75 عاماً. ونفت وزارة الداخلية، أن تكون قوات الأمن اقتحمت مبنى النقابة وقالت إن السقا وبدر اللذين يعملان في موقع "بوابة يناير" المعارض كانا مطلوبين بتهم تتعلق بنشر أكاذيب وحيازة أسلحة نارية.