جزائريون يعانون في سجون كردستان العراق تلقى رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بوجمعة غشير نداء استغاثة من مجموعة من الشباب الجزائريين يتواجدون بالسجن الحربي الكائن مقره بكردستان العراق، دعوا فيه السلطات الجزائرية إلى التدخل من أجل إطلاق سراحهم، وتمكينهم من العودة إلى ديارهم. * وتضمنت الرسالة التي وصلت الى رئيس الرابطة الجزائرية منذ يومين فقط عرضا موجزا للوضعية الأليمة التي يعيشها هؤلاء الشباب، وكذا الظروف والأسباب التي أوصلتهم إلى السجن، مؤكدين بأنهم قصدوا منذ سنوات سوريا من أجل إتمام الدراسة بها، لكنهم وقعوا في قبضة الأجهزة الأمنية، التي سلمتهم إلى الأجهزة الأمريكية بكردستان العراق، على أنهم أشخاص قصدوا سوريا من أجل الدخول إلى العراق والانضمام إلى تنظيم القاعدة، على أساس أنهم أعضاء في "الجماعة السلفية". * وتحمل الرسالة التي وصلت الرابطة عن طريق جهاز الفاكس، وسبقتها مكالمة من مواطنة جزائرية تلقاها رئيس الرابطة تحدثت فيها عن بعض فحواها، بعض التفاصيل المؤلمة التي ذكرها هؤلاء الشباب ومعاناتهم اليومية، من بينها أساليب التعذيب التي يتعرضون لها باستمرار في السجن الحربي، من أجل افتكاك اعترافات منهم، على أساس أنهم فعلا ينتمون إلى تنظيم "القاعدة"، وأنهم جاءوا إلى سوريا من أجل محاربة الأمريكان، وهي التهمة التي أصروا على تفنيدها جملة وتفصيلا. * ويذكر أصحاب الرسالة بأن طرق التعذيب بلغت في كثير من الأحيان درجة لا تطاق، ناهيك عن الممارسات اللاأخلاقية وغير الإنسانية التي يتعرضون لها، وقد بلغ الأمر إلى درجة حقنهم بمواد من أجل دفعهم إلى الاعتراف، مما أدى إلى وفاة عدد منهم، في جين ظهرت علامات غريبة على بعضهم جراء تلك الحقن. * كما حملت الرسالة أسماء بعض هؤلاء الشباب من بينهم جلال.ب، وم.عبد الحق من البرج وب.أحمد وش.كريم وم.سليم وب.بشير وإ.سيد علي من العاصمة، وش.فؤاد وع.سعيد وب.أحمد من المسيلة، وبن. علي، إلى جانب آخرين يتوزعون على مراكز حجز أخرى. * وتكشف الرسالة ذاتها عن حقن بعض الشباب الجزائريين إلى غاية الموت أثناء استنطاقهم، من بينهم بن.ف. بلقاسم، ا. أمين ولا. عثمان وهم مدفونين حاليا في مقبرة تقع بمحاذاة السجن الحربي، كما توفي السجين محمد. س .ع أثناء التعذيب. * ويؤكد بوجمعة غشير بأن أسماء بعضهم معروفة فعلا، فقد سبق وأن تلقت الرابطة اتصالات من أهاليهم، الذي ناشدوا أيضا السلطات الجزائرية البحث عنهم لمعرفة مصيرهم، خصوصا في ظل تداول أنباء حول مقتل جزائريين في العراق ذهبوا من أجل المقاومة، وكذا القبض على البعض الآخر، بتهمة الإرهاب. * وفي هذا السياق، تصر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان على ضرورة أن تتدخل الهيئات الدبلوماسية العراقية وكذا الجزائرية للتحقيق بشأن هؤلاء الشباب، والتأكد مما إذا كانوا فعلا متورطين قصد ضمان محاكمة عادلة لهم، أو إطلاق سراحهم في حال ثبوت براءتهم.