كشف رئيس رابطة حقوق الإنسان حسين زهوان، أمس، عن وجود جزائريين معتقلين في معتقلات سرية بكردستان العراق،كما أحصى ممثل لجنة إنقاذ الشباب الجزائريباسبانيا بن دحان مصطفى أكثر من 4 ألف جزائري في سجون اسبانية، وأكد أن مئات من جثث الجزائريين ينتظرهم الحرق من قبل السلطات الاسبانية، مناشدا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتدخل من أجل إكرامهم ودفنهم في الوطن الأم. أوضح زهوان في ندوة صحفية نشطها بمقر رابطة حقوق الإنسان بالعاصمة أنه تلقى فاكس مجهول الهوية منذ ثلاثة أسابيع اكتفى صاحبه الذي استعان بمسجون ليبي معه في كتابته بتوجيه نداء استغاثة للتدخل لترحيل الجزائريين الذين يتعرضون للتعذيب. ولم يكشف الناشط الحقوقي عن أي مبادرة لحل مشكلة الجزائريين القابعين في سجون كردستان العراق، وتذرع بعدم رد السلطات الرسمية الكردستانية والجزائرية على أي محاولة تقوم بها الرابطة. وانتقد رئيس الرابطة تجريم ظاهرة "الحرقة" وندد بسياسة الدولة بخصوص محاكمة الشباب الجزائري الذي يقوم باحتجاجات، داعيا رئيس الجمهورية لإصدار عفو على ما وصفهم ب"ضحايا الوضع الاجتماعي"، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت في مقدمة الدول التي يعاني شبابها من المشاكل. وبدا زهوان متشائما حين وصف هذا الوضع القائم ب"الانسداد الكامل"، وقال إن "البلد الذي لن يضمن لشبابه الأمل والمستقبل مهدد بالانهيار"، موضحا أن هذه الفئة لها الحق في التكوين والتشغيل والسكن والصحة ومدخول أدنى يضمن له العيش الكريم. أما رئيس لجنة إنقاذ الشباب الجزائري بشير بودلال فقد أعطى صورة قاتمة على الأوضاع التي يعيشها الشباب الجزائري، واستدل في ذلك بالأبحاث الميدانية التي قام بها أعضاء اللجنة في عديد من مناطق الوطن. في هذا السياق، كشف رئيس اللجنة أن البنوك العمومية تمول 4 بالمئة من مشاريع الشباب، واعتبر أن المؤسسات المصرفية الجزائرية هي العدو الأول لهذه الفئة، منتقدا مصادرة "الحريات الشبابية"، حيث أشار إلى أن طلبات عشرات الجمعيات التي تنتظر الاعتماد تبقى حبيسة الأدراج في وزارة الداخلية والجماعات المحلية،وعرج المتحدث على الجامعة التي اعتبرها مفرخة للعنف والبؤس والفشل خاصة مع تطبيق نظام "أل أم دي". وفيما يتعلق بظاهرة الهجرة السرية "الحرقة" المستفحلة في أوساط الشباب الجزائري، أشار بودلال إلى أن اللجنة التي يشرف عليها نصبت لها تمثيليات في اسبانيا وفرنسا وايطاليا. من جانبه، أكد ممثل اللجنة باسبانيا مصطفى بن دحان الذي يشتغل إماما بمسجد أليكانت أنه وقف بأم عينيه على جثث لجزائريين عند زيارته لمصلحة الجثث بألميريا، وقال بكثير من الألم والحسرة إن "هناك مئات الجثث لجزائريين وجزائريات من بينهم أطفال بلغت درجة التعفن وهناك من نكل سمك القرش بأجسامهم". وأشار المتحدث إلى أن فترة الاحتفاظ بها تتراوح مابين سنتين وثلاث سنوات، داعيا رئيس الجمهورية إلى التدخل من أجل إكرامهم والتعجيل بدفنهم في وطنهم الأم بعدما أضاف أن هناك رجال أعمال جزائريين عرضوا المساعدة لنقلهم إلى الجزائر، موضحا أن السلطات الاسبانية في ظل هذا الوضع أقرت بحرق الجثث الجزائرية، وقال متوجها إلى مسؤولي وزارة التضامن الوطني والجالية الجزائرية بالخارج" من وصمة عار الجزائر أن يحرق الجزائريون في اسبانيا". وكشف ممثل اللجنة باسبانيا عن رقم مرعب يقدر بأكثر من 4 آلاف جزائري يتواجدون في السجون الاسبانية، وقال أن من بين الشباب الحراق من يمثلون شريحتي أبناء المجاهدين وأبناء الشهداء. وأمام هذا الوضع أعلنت اللجنة عن مباشرة حملة وطنية تحسيسية كبرى بهذه الظاهرة هذه الأيام، معتمدة في ذلك على إمكانياتها الخاصة المحدودة على حد تعبيرها.