علمت "الشروق اليومي" من مصادر موثوقة أن محكمة الجنايات بالعاصمة ستفتح خلال شهر ديسمبر القادم ملف الجماعة الإرهابية الناشطة بمنطقة بومرداس تحت لواء "الجماعة السلفية"، تحت إمرة أمير المنطقة الثانية المدعو "سفيان فصيلة" الذي تم القضاء عليه من طرف عناصر الأمن فيما يعرف بقضية "أنياب الفيل". * القضية حسب مصادر موثوقة سيحاكم فيها تسعة متهمين، خمسة منهم موقوفين بمؤسسة إعادة التربية في سركاجي، وأربعة آخرون مازالوا في حالة فرار، وستتم محاكمتهم غيابيا بعد اتخاذ إجراءات التخلف ضدهم، وقد وجهت للجميع تهم تتعلق بجناية تشجيع جماعة إرهابية مسلحة، الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة ووضع المتفجرات عمدا في طريق عمومي. * وحسب المعلومات المتوفرة، فالمتهمون الخمسة شبان في مقتبل العمر، تتراوح أعمارهم ما بين 20 و26 سنة ويقطنون بولاية بومرداس، وكانوا يشكلون جماعة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية بالمنطقة، وهذا من خلال تزويد الجماعة بالمؤونة الغذائية والترصد لحركات الجيش، وكذا اقتناء المواد المتفجرة ووضعها في الأماكن المستهدف. أما بقية المتهمين الذين مازالوا قيد البحث منهم أمير الجماعة (م،ي) الملقب طلحة وأمير "كتيبة الأنصار" (ق،ع) والإرهابي (خ،م) المكنى "مقروطة"، ويرجح أن يكون هؤلاء قد قضي عليهم مؤخرا من قبل عناصر الأمن، إلا أنهم سيحاكمون كفارين لعدم وجود شهادة تثبت ذلك. * وقد تمكنت عناصر الأمن من إلقاء القبض على الشبان الخمسة في ماي 2007 * بعد ما وصلتهم معلومات حول نشاط جماعة إرهابية ببومرداس وتنتمي "للجماعة السلفية"، كانت تنوي القيام بعدة عمليات تفجيرية بالمنطقة وتستهدف أماكن حساسة وبالخصوص عناصر الدرك الوطني. وبعد الترصد لهم، تبين أن الشبان المعنيين تربطهم اتصالات عن طريق الهاتف بالإرهابيين، ويرجع تورطهم في وضع قنبلة تقليدية لعناصر الدرك الوطني ببلدية سي مصطفى ببومرداس في أواخر أفريل 2007، والتي انفجرت بعد وضعها في حفرة على حافة الطريق، ولحسن الحظ لم تخلف أية ضحايا، واعتبرت العملية فاشلة من قبل رؤساء التنظيم. * وسيحاكم في القضية كل من المتهم الأول (م،س) 26 سنة التحق بالجماعات أفريل 2007، كان مكلفا بجمع الأموال وتموين الإرهابيين في الجبال، أما المتورط الثاني (خ،م)،21 سنة، بدوره انضم للجماعة عن طريق أميرها "طلحة"، وقد كلفه هذا الأخير بنصب كمين لاغتيال عناصر الدفاع الذاتي ببومرداس. وفي السياق ذاته التحق المتهم الثالث (ل،ي) 21 سنة بنفس الجماعة وهذا بعد اقتناعه بأعمال تنظيم القاعدة وهو متربص بالتكوين المهني ببلدية سي مصطفى، وهذا الأخير هو من وضع القنبلة التقليدية الصنع بالطريق لاستهداف عناصر الدرك الوطني بسي مصطفى. * أما المتهم الرابع (ب،ز) 20 سنة هو الآخر التحق بالجماعات في أفريل 2007، وحسب مصادرنا فقد التحق بالإرهاب لمجرد "الفضول" والاكتشاف، وهذا عن طريق الإرهابي (ع،ن)،في حين أن المتهم الخامس (ب،ا) 21 سنة إرهابي تائب سبق وأن استفاد من المصالحة الوطنية في 2006، ويرجح أن يكون من أقارب الانتحاري "بشلة محمد" الذي فجر نفسه بالقرب من مبنى المفوضية الأممية بحيدرة في 11 ديسمبر الفارط، وقد عاد إلى النشاط الإرهابي، حيث كان يدعم الجماعات الإرهابية بالمؤونة الغذائية، وكلف برصد تحركات الجيش الوطني الشعبي.