أرجأت محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة النظر للمرة الثانية على التوالي في قضية أربعة أشخاص ينحدرون من منطقة بومرداس، يشير ملفهم إلى تورطهم في عملية تزويد الجماعات المسلحة التي كان يقودها آنذاك ''سفيان فصيلة''، الذي تم القضاء عليه في صفقة أنياب الفيل، بمادة الأمونياك سريعة الالتهاب والصواعق المتفجرة لتنفيذ العمليات التفجيرية بكل من ذراع بن خدة والثنية• وقرر الدفاع (ممثلا في 31 محاميا) الانحساب من قاعة الجلسات بعدما فتحت هيئة المحكمة القضية، وشرع كاتب الضبط في تلاوة قرار إحالة الملف كاملا، على الرغم من مطالبة هيئة الدفاع بالاكتفاء بتلاوة الجزء الأخير منه، وهو ما استغرق وقتا طويلا، مع العلم أن المحاكمة انطلقت تقريبا حوالي الرابعة مساء، وكان انسحاب هيئة المحكمة من الجلسة بسبب رنين هاتف النائب العام، الذي استغرق مدة طويلة في الرد على مكالمته، ما أثار استياء الدفاع وتحفظه، مقررا الانسحاب من القاعة قبل عودة رئيس الجلسة الذي تفاجأ ب ''خرجة'' المحامين• وتعد هذه المرة الثانية التي تضطر فيها محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة إلى إرجاء النظر في هذه القضية ''الثقيلة'' المتابع فيها المتهمون الأربعة بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة، وتمويل جماعة إرهابية مسلحة بمواد لصناعة المتفجرات وجنحة عدم الإبلاغ عن جناة، حيث يشير ملف القضية إلى الطرق التي تمكنت بواسطتها الجماعات المسلحة الناشطة على مستوى منطقة تيزي وزو وبومرداس من تنفيذ عملياتها الإرهابية، والتي من ضمنها تفجيرات ذراع بن خدة والثنية، وهذا تحت إمرة سفيان فصيلة، الذي تم القضاء عليه فيما يعرف بصفقة أنياب الفيل• ويفيد ملف القضية بأن الإرهابيين الناشطين على مستوى المنطقتين كانوا يبتزون المواطنين من خلال مطالبتهم بدفع مبالغ مالية هامة مقابل الإفراج عن الأشخاص المختطفين بهدف استعمالها في تنفيذ عملياتهم الإجرامية، بعد إعداد خطط ''مُحكمة''، أين كانوا يتواصلون فيما بينهم بواسطة شفرات للتنقل عبر مختلف الأماكن• وأفاد المتهمون الأربعة أثناء التحقيق معهم بأن جل العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها بالمنطقتين والتي من ضمنها تفجيرات ذراع بن خدة والثنية، استعملت فيها مادة حمض النتريك والأمونياك سريعة الالتهاب والصواعق المتفجرة، وبراميل الجبس وعلب الماستيك التي تدخل في صناعة المتفجرات، كما تم تكليف أحد المتهمين في القضية من طرف سفيان فصيلة باقتناء سيارة مرسيدس التي تم تفجيرها بالقرب من مقر الأمن بمنطقة ذراع بن خدة في أفريل 7002، ونقله لمواد متفجرة من مستودع يقع بتيجلابين في 21 برميل بها مادة حمض النتريك سعة كل واحد منهم 52 لترا، وكذا لمواد أخرى تستخدم في صناعة المتفجرات•