أكد مديرو وكالات تشغيل مكلفة بتطبيق الإستراتيجية الجديدة للتشغيل ومكافحة البطالة في اتصال ب "الشروق اليومي"، بأنهم يواجهون مشكلا كبيرا في قبول ملفات الشباب والفصل فيها بسبب الشرط المتعلق ب "إثبات الوضعية" تجاه واجب الخدمة الوطنية، الذي تم الإبقاء عليه في ملفات طلب التشغيل رغم إسقاط شرط البطاقة الصفراء من ملفات التوظيف. * حيث تؤكد إدارات التشغيل أن 90 بالمائة من المستفيدين كلهم من العنصر النسوي، وهن شابات متخرجات حديثا من الجامعات، لأنهن غير مطالبات بتبرير وضعيتهن بشأن الخدمة العسكرية. * وأكد عدد من المديرين المتصلين "بالشروق اليومي" ومسؤولين في وكالات التشغيل إثر صدور المقال المتعلق بإسقاط بطاقة الخدمة الوطنية من شروط التوظيف، أن معظم المتخرجين الشباب من الجامعات وجدوا أنفسهم مقصون من الإستفادة من هذه الإستراتيجية الجديدة للتشغيل ومكافحة البطالة المعتمدة من طرف وزارة العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي بسبب الشرط المتعلق بإثبات الوضعية تجاه الخدمة الوطنية، الذي تم الإبقاء عليه في ملفات التوظيف رغم أن البطاقة الصفراء لم تعد شرطا ضروريا، حيث أنهم مطالبون بإظهار وصل الإعفاء المؤقت أو وصل الإرجاء، وهو ما يستحيل عليهم الحصول عليه، لأنهم انهوا دراساتهم وتخرجوا من المعاهد التي كانوا يزاولون دراساتهم فيها، ومن ثمة يستحيل عليهم الحصول علي الإرجاء أو الإعفاء المؤقت، لأنهم لا يملكون مبررا لذلك، إلا في حال تسجيلهم لمواصلة الدراسة من أجل الحصول على شهادة أعلى من الشهادة التي يملكونها، أو للحصول على الإعفاء الكامل بمبرر مرض مزمن أو نقص في الوزن أو بسبب الكفالة العائلية. * ويشار إلى أن "البطاقة الصفراء" كانت في السابق شرطا أساسيا لا بد على طالب العمل في الوظيف العمومي أن يقدمه في ملف التوظيف ليستفيد من التشغيل، وتم بموجب تعليمة تنفيذية، صدرت في ماي الماضي تحت رقم 2 أنه يمكن لجميع الشباب الذين لم يؤدوا الخدمة الوطنية أن يودعوا ملفاتهم ويشاركوا في جميع مسابقات التوظيف، وتنص التعليمة على توقيف العمل بالتعليمة رقم 2 المؤرخة في 25 جانفي 1997، المتعلقة بإثبات "البطاقة الصفراء" في ملفات التوظيف، وبموجبها يمكن للشباب الذين ليس لديهم البطاقة الصفراء أن يلتحقوا بالوظائف العمومية لمجرد إثبات الوضعية من خلال إظهار وصل الإعفاء المؤقت أو وصل الإرجاء. * وتبعا لردود الفعل الواسعة التي أثارها المقال الذي نشرته "الشروق اليومي"، تلقت هذه الأخيرة عددا هائلا من الإتصالات الهاتفية من قبل مسؤولي وكالات التشغيل من جهة، وكذا الشباب البطال الذين رُفضت ملفاتهم لدى وكالات التشغيل والإدارات العمومية من جهة أخرى رغم أنهم سلموا وصل إيداع ملف الإعفاء أو الإرجاء. * وأكد هؤلاء الشباب المتصلين من مختلف الولايات أنه رغم تعليمة الوظيف العمومي التي تنص على إسقاط شرط بطاقة الخدمة الوطنية والإبقاء فقط على شرط "إثبات الوضعية"، ورغم أنهم قدموا وصل الإعفاء، إلا أن العديد من الإدارات لا تقبل هذا الوصل، لأنها تفضل توظيف الشباب الذين يملكون البطاقة الصفراء كموظفين دائمين بدلا من توظيف الشباب الذين يملكون وصل الإرجاء أو الإعفاء المؤقت، لأن هؤلاء سيجدون أنفسهم في النهاية ملزمين بالتخلي عن المنصب في وقت لاحق لتأدية الخدمة الوطنية.