كسر العداء العالمي لاختصاص 1500 م مهدي بعلة حاجز الحصار المفروض على مركز تحضير النخبة بأعالي تيكجدة، حينما فضل ان تكون انطلاقة تحضيراته نحو البطولة العالمية من هناك. * "دأبت على النحر وأداء صلاة العيد بفرنسا" * وشرع العداء الفرنسي الجنسية وبطل أوروبا في تدريباته منذ عشرة أيام من هناك رفقة عدد من عناصر فريق المجمع البترولي (مولودية الجزائر سابقا) ليكون أفضل رد على كل من يحاول تشويه صورة الجزائر والهروب إلى الخارج تبديدا للمال العام، في وقت تملك الجزائر أفضل مراكز التحضير على المستوى العالمي حسب بعلة. * "الشروق" رافقت النجم العالمي وترصدت تحركاته هناك، حيث بدا جد مرتاح للظروف التي يجري فيها تحضيراته خاصة بعد ان اندمج ضمن مجموعة العدائين الجزائريين. * برنامج جاد بإشراف عمار براهمية * يخضع العداء الفرنسي إلى برنامج خاص معد بإحكام من طرف مدربه الفرنسي لكن تحت إشراف مدرب فريق مولودية الجزائر عمار براهمية، وفق مقاييس علمية محددة. * وتبدأ يوميات العداء الجزائري الأصل بتدريبات شاقة في الفترة الصباحية تعتمد على تقوية العضلات ثم تناول وجبة الغذاء وبعدها الخضوع لفترة قيلولة ومنها العودة الى التدريبات في تعرجات اعالي تيكجدة وبعدها أخذ حمام بخاري وتناول وجبة العشاء ثم النوم مبكرا، هي تلك يوميات بعلة في تيكجدة. * ويشرف على تدريبات بعلة ومواطنه بوعبد الله الطاهري بطل أوروبا في 3000 م موانع المدرب عمار براهمية، باعتبارهما قد اندمجا مع فريق المجمع الرياضي البترولي (المولودية سابقا). * اختار الجزائر لأسباب رياضية وأخرى متعلقة بالهوية * يقول مهدي بعلة في حديثه للشروق انه اختار التدرب بالجزائر لأسباب موضوعية تتعلق بالشق الرياضي وأخرى تخص هويته حيث يعتز بانتمائه للجزائر. * ويوضح "والدي جزائري من باتنة ورغم أني ولدت في فرنسا وترعرعت بها فإني افتخر بهويتي كجزائري إنها بلدي وأعتز بالانتماء إليها". * ويكشف بطل أوروبا أن فكرة التدرب بالجزائر راودته أثناء الألعاب الاولمبية ببكين حينما كان يلتقي الوفد الجزائري ويتحدث إليه باستمرار عن رغبته في الاستقرار بالجزائر أو التدرب بها. * "تحدثت مع عمار براهمية والعدائين الجزائريين من ذي قبل، وأبلغتهم عن استعدادي للمجيء إلى الجزائر" قال بعلة. * وأضاف محدثنا بأن براهمية حفزه كثيرا بالمجيء إلى الجزائر حيث قمت بجولة استطلاعية وتفقدية تعرفت فيها عن الظروف والمنشآت وأنا سعيد بوجودي هنا. * "لن أعتزل قبل الاولمبياد" * أما عن الأسباب الرياضية التي دفعته للتحضير بالجزائر هو وجود مركز تحضير عالي المستوى يضاهي مراكز التحضير العالمية في أوروبا أو في جنوب إفريقيا. * ونفى محدثنا انه فكر في الاعتزال بل انه مستمر إلى غاية أولمبياد لندن 2012 رغم انه فشل في الصعود على منصة التتويج بفارق 5 أجزاء بالمئة حينما حل في المركز الرابع. * وتابع بأن الهدف المقبل هو البطولة العالمية التي ستجرى بالعاصمة الألمانية برلين شهر أوت المقبل، وان هدفه هو التتويج بالذهب. * "شرف أن أحضر مع النخبة الجزائرية" * ويحضر بعلة بجد رفقة النخبة الجزائرية ويبدو انه مندمج مع المجموعة من خلال الأحاديث الودية والدعابة التي تسيطر على ذلك. * ويقول بعلة (30 عاما) "أفتخر كثيرا لوجودي رفقة نجوم المنتخب الجزائري مثل زرق العين وبوكنسة وبولحفان، وكل هذه العناصر تحتل المراكز الأولى في الترتيب العالمي". * ويروي بعلة حكاياته مع العدائين الجزائريين بالقول انه يلتقي بهم في الملتقيات الدولية وخاصة بالمدرب عمار براهمية وهذا ما حفزه على التدرب بالجزائر. * "أنا فرنسي لكني أفتخر بجزائريتي وأعتز بها" * عقب الانتهاء من الحصة التدريبية اقتربنا من بعلة فكان الحديث وديا، ورغم انه كان مقبلا على الاستحمام إلا انه فضل الإجابة عن استفساراتنا بصدر رحب، حتى أن أول سؤال طرحناه عليه هل أنت جزائري أم فرنسي؟ * كان السؤال محرجا للغاية لكن بعلة لم يتوان في الرد بذكاء وصراحة معهودتين "أنا فرنسي أكثر من أني جزائري لأني ولدت في فرنسا وترعرعت هناك وحققت المجد والشهرة بألوان فرنسا، لكني افتخر بجزائريتي، فوالدي جزائري ووالدتي فرنسية". * ورد محدثنا "قد يستاء بعض الأشخاص حينما يقول أني جزائري الأصل ورفعت علم فرنسا، لكن حري بهؤلاء ان يتذكروا بأني ولدت في فرنسا وتربيت هناك لذلك اعتز بفرنسيتي مثلما اعتز بجزائريتي". * وفيما إذا كان نادما على اللعب للمنتخب الفرنسي رد المتحدث بالقول "أبدا أنا فرنسي ومسلم واعتز بهويتي وجذوري الجزائرية". * "أملك جواز سفر جزائري وأتنقل به بحرية" * وشدد مهدي بعلة الحائز على المركز الرابع في 1500م بأولمبياد بكين على اعتزازه بأصوله الجزائرية، موضحا بأن والده من باتنة أو الاوراس الأشم حيث الشهامة على حد قوله. * وأوضح بالقول "أكررها مرة أخرى اعتز بجزائريتي وأنا أملك جواز سفر جزائري منذ سنوات وأتنقل به بحرية، لقد قدمت إلى هنا بهوية جزائرية". * ويترصد خطوات بعلة طاقم صحفي من جريدة "ليكيب" الفرنسية حيث يرافقه حيث حل وارتحل لنقل أخباره حيث يحظى بشعبية جارفة في فرنسا. * "أعتز بإسلامي وأحرص على أداء الفرائض" * واستثنى العداء "الباتني الأصل" الشروق ليبوح بأسرار هامة من حياته الخاصة حينما أبدى افتخاره بالانتماء للدين الإسلامي ومحافظته على أداء الفرائض. * ويحظى بعلة بمكانة مرموقة في الوسط الرياضي لتخلقه وحرصه على أداء الفرائض، حيث يؤدي فريضة الصلاة والصيام مثلما يحدده الشرع. * ويخوض العداء الفرنسي في هذا الموضوع قائلا "أنا مسلم اعتز بديني وأحافظ عل أداء الفرائض ولا أجد حرجا في ذلك، بل أسعى لنقل صورة جيدة عن المسلمين في المحافل الدولية". * "سأنحر وأؤدي صلاة العيد بمسجد ليل" * وفي هذا السياق أكد بأنه كان يرغب في قضاء العيد الأضحى في الجزائر، لكنه مجبر على التنقل إلى فرنسا لاقتسام أجواء البهجة مع أفراد العائلة. * و قال مازحا "العيد له نكهة خاصة في الجزائر ولكن بالنسبة لي له كذلك نكهة مميزة رفقة أفراد العائلة". * وقال بعلة انه متزوج من عداءة سابقة من جنسية مغربية ووالدته فرنسية حيث تمتزج العادات والتقاليد خاصة في فترة العيد. * وتابع "عادة ما أقضي عيد الأضحى رفقة أصهاري وتبدأ بالنهوض باكرا لأداء صلاة العيد في المسجد بمدينة ليل وبعدها الإقبال على نحر الأضحية". * وأشار المتحدث بأنه متمسك بأداء السنة ونحر الأضحية في كل عيد وهو ما يؤكد التزامه باتباع تعاليم الدين الحنيف. * "أصوم رمضان حتى في بطولة العالم" * يقول نائب بطل العالم انه لا يجد حرجا في البوح بانتمائه الديني، وانه يعتز ويفاخر بدينه الإسلامي ويؤدي الفرائض والسنن بشكل منتظم. * وحول مسألة صيام رمضان أثناء المنافسات قال المتحدث "أصوم باستمرار حتى ولو تزامن ذلك مع مسابقة عالمية، لأن الصوم ليس الامتناع عن الأكل والشرب وإنما هو فريضة وجب تطبيقها". * وكيف سيكون رد فعله في البطولة العالمية المقبلة التي ستتزامن مع شهر رمضان في أوت المقبل رد ابن مدينة ستراسبورغ "أعتقد بأن هناك عددا كبيرا من العدائين المسلمين وكان يجب مراعاة ذلك، وبالنسبة لي حتى وان تزامنت المسابقة مع شهر ورمضان فإنه يفضل أداء الفريضة أولا". * "من حسن الحظ أن مسابقة 1500 م ستنطلق قبل شهر رمضان وسنجري التصفيات بصورة عادية لكن اعتقد بأن النهائي سيتزامن مع شهر رمضان، وحينها لكل حدث حديث". * "تيكجدة جوهرة والمخاوف زالت" * عاد بعلة في الأخير ليتحدث عن مركز التحضير بتيكجدة وأكد بأنه رائع يتوفر على كل متطلبات التحضير، مؤكدا بأنه تزويده بمرافق أخرى سيجعله قطبا عالميا لجذب أكبر الرياضيين للتحضير به. * وتساءل عن سبب التهميش وتنقل الرياضيين الجزائريين للتحضير بالخارج. * وفي رده عن سؤال الشروق فيما كان الوضع الأمني يدفع النجوم العالمي من العزوف عن التحضير بالجزائر قال "أعتقد أن ثمة خلل ومن الخطأ الخوض في هذه المسألة لأنه لا وجود للمخاوف ومن الناحية الأمنية الكل يدعو للتفاؤل". * يشار إلى أن بعلة سيتنقل اليوم إلى فرنسا على أن يعود الأسبوع المقبل لمواصلة تحضيراته رفقة النخبة الجزائرية. * fodilyes.blogspot.com