تفاعلت أزمة الحجاج الفلسطينيين العالقين في شبه جزيرة سيناء بعد رفض السلطات الاسرائيلية السماح لهم بالمرور عبر معبر رفح الحدودي مع مصر والمغلق منذ سيطرة حماس على غزة في جوان الماضي. وقد أخذت الأزمة بعدا إنسانيا مع تسجيل استشهاد حاجة ثانية وسط الحجاج ويتعلق الأمر بسيدة في الثلاثين من العمر أطلق عليها جنود الاحتلال النار عندما كانت ضمن 700 حاج آخرين حاولوا المرور من معبر بيت حانون "إيريز" إلى القطاع. وتوفيت أول حاجة السبت الماضي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية. وقد استدعت الأوضاع الإنسانية المتدهورة للحجاج ، و نحو 70% بينهم من كبار السن ،تطلب تدخل فريق طبي من اتحاد الأطباء العرب الذي قدم لهم الرعاية الصحية اللازمة . وكانت السلطات المصرية قد قامت بنقل بعض الحجاج ليلا من ميناء نويبع المصري إلى منطقة العريش ،حيث أقامت لهم مراكز إيواء في مجمع المدينة الرياضية، لحين توصلها إلى اتفاق مع نظيرتها الإسرائيلية حول كيفية عبورهم إلى القطاع المحاصر بشدة منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عليه منتصف جوان الماضي. ولكن الحجاج رفضوا الإقامة في مخيمات الإيواء وأصروا على العودة من معبر رفح الذي كانوا قد خرجوا منه . وجاء ذلك بينما شرع الحجاج العالقون على متن عبارة في عرض البحر احتجاجا على عدم نقلهم إلى العريش أسوة بحجاج العبارة الأخرى، وقالوا إنهم يعانون ظروفا قاسية على متن العبارة. وتشترط إسرائيل حصول تفتيش أمني للحجاج العائدين من مكة بحجة أن قيادات من حماس وسط الحجاج جلبت أموالا ،حسب ما ذكرت الصحف الاسرائيلية . وقد اشترطت إسرائيل على الجانب المصري القيام بالتدقيق والتفتيش في أمتعة الحجاج؛ للتأكد من تلك الأموال . وزعمت الصحف الاسرائيلية أن بعض هؤلاء الحجاج خرجوا من القطاع من أجل تلقي دورات تدريبية علي أعمال " الإرهاب ". وفي تفاعلات الأزمة ،ذكرت تقارير صحفية أن خلافا حادا نشب بين حركة حماس والقيادة المصرية بسبب رفض الأخيرة عبور الحجاج الفلسطينيين عبر معبر رفح وإصرارها على نقلهم عبر معبر بخضع للسيطرة الإسرائيلية. ولكن حماس نفت صحة تلك المعلومات وذكرت أن المسألة في طريقها للحل.. وبحسب ذات التقارير ،فقد تعرضت القيادة المصرية لضغوط أمريكية وإسرائيلية كبيرة من أجل منع حجاج غزة وبينهم قيادات من حماس من المرور عبر معبر رفح وتقول ذات المصادر إلى أن هذه الضغوطات زادت بعد اتهامات إسرائيل لمصر بالقيام بمساعدة نشطاء الانتفاضة في غزة خلال عمليات تهريب السلاح، التي خلقت أزمة سياسية بين البلدين، تدخلت علي إثرها أمريكا وهددت بوقف مساعداتها المالية عن مصر. وفي هذا الإطار لوح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ب "الإضرار بمصالح إسرائيل" في حال حاولت الإضرار بمصالح بلاده مع الولاياتالمتحدة، قائلاً إن مصر تمتلك أيضاً "مخالب قادرة في كل الاتجاهات" . وقالت المصادر أن اللقاء الذي جمع الرئيس المصري حسني مبارك مع وزير الحرب الإسرائيلي ايهود اولمرت الأسبوع الماضي، جرى خلاله الاتفاق علي العمل سوياً علي تدمير أنفاق غزة، واستمرار إغلاق معبر رفح البري. وكان المتحدث باسم حماس ، فوزي برهوم قد اتهم في تصريحات فلسطينية نقلها المركز الفلسطيني للإعلام، سلطات الاحتلال وجهات داخل حركة "فتح" وقيادة السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، بالإصرار على إحكام إغلاق المعابر من أجل إسقاط منظومة "حماس". وأعرب برهوم عن أمله في أن تقدم الحكومة المصرية على اتخاذ خطوة جريئة لفتح معبر رفح، معتبرا أن مشكل المعابر مشكل إنساني بالدرجة الأولى.و في موضوع أخر ،أفادت منظمة إسرائيلية غير حكومية الثلاثاء أن السلطات الاسرائيلية تمنع ما لا يقل عن 625 طالبا فلسطينيا من قطاع غزة من التوجه إلى الخارج لمواصلة دراستهم العليا فى الولاياتالمتحدة وأوروبا واسيا والشرق الأوسط. . وأعلن "مركز جيشا" لحرية الحركة فى بيان أن سياسة الحظر التى تنتهجها إسرائيل تناقض المبدأ الاساسى فى القانون الدولى الذى يمنع اى عقاب جماعي". وأوضح المركز أن السلطات الاسرائيلية قررت، اثر طعن المحكمة العليا، السماح لنحو 484 طالبا فلسطينيا وعائلاتهم بمغادرة قطاع غزة مطلع ديسمبر. ل //ل