من غرائب الأخبار التي رافقت تنصيب باراك حسين أوباما على رأس الولاياتالمتحدةالأمريكية تلك التي تشير إلى وجود تهديدات جدّية ضدّ حياته، تحقق فيها وكالة الاستخبارات وأجهزة الأمن القومي، * علما أنه كان في الإمكان تصديق الخبر لو علمنا أن الواقفين وراء التهديد هم "النازيون الجدد" مثلا، أو حتى "تنظيم القاعدة"، لكن القول أن المهددين هم جماعة جهادية صومالية، تسمي نفسها "شباب مسلمون من أجل الجهاد"، فإن ذلك يعد فعلا نكتة طريفة تستحق أن تُروى في بداية عهد الرجل الأسود داخل البيت الأبيض؟! * ما معنى أن يكون الصوماليون هم أوّل من يهدّد حياة أوباما الذي اختار الترجل من مكان تأدية القَسم للوصول إلى البيت الأبيض رغم كل التحذيرات الأمنية؟ ربما يريد البعض القول أن باراك حسين أوباما الذي تعود أصوله إلى قرية كوغيلو الكينية الفقيرة، وهو أيضا الرئيس الأمريكي الوحيد من أصل إفريقي سيكون مهددا بالتصفية في المقام الأول من أبناء موطنه الأصلي إفريقيا؟!.. طبعا هذا الجانب المضحك في القصة، خصوصا إذا عرفنا أن الجماعة الصومالية لم يرد اسمها من قبل إطلاقا، حتى في فترة الرئيس الأكثر سوءا وزرعا للحروب في العالم جورج بوش؟!.. لكن الواقع الذي يراد لنا أن نفهمه من وراء وجود تهديدات لحياة الرئيس الأمريكي الجديد في بداية عهده، ومن جماعة إسلامية متطرفة تحديدا، هو أننا بصدد مرحلة لا تختلف كثيرا عن مرحلة سلفه بوش التي استمدت قرارات حروبها وسياساتها من مبررات وجود معسكر إسلامي متطرف لا يريد لأمريكا ولا للعالم المتحضر أن يعيش بحرية وطمأنينة، رغم أننا أكثر شعوب العالم استهلاكا للحروب المحلية والدولية، وأكثر الأمم إنتاجا للموت والموتى؟! * التغيير المنشود من باراك حسين أوباما سيطول انجازه، والأمر يحتاج فعلا إلى جرعة تفاؤل مركزة إن كنا نعتقد أن الرئيس الأمريكي الجديد هو المُخلّص لنا كشعوب عربية من هذه الحكومات العاجزة التي لعبت دور ماسح الأحذية لنظام جورج بوش، وفي أحيان كثيرة، كانت ذراعه الطويلة التي أمسك بها مقدّرات الأمة ورهن حاضرها ومستقبلها. * أوباما سينجز التغيير المطلوب أولا وأخيرا لفائدة أبناء أمته، ولفائدة دوائر النفوذ التي أوصلته للبيت الأبيض في ظرف خمس سنوات كان قبلها رقما مجهولا في السياسة الأمريكية، علما أنه قد يغيّر بعض شكليات أسلافه، لكن دون المساس بالجوهر، مع وجود اعتقاد قوي أنّ المرة الأخيرة التي سنكون قد سمعنا فيها الإسم الثلاثي "باراك حسين أوباما" كانت أول أمس، أثناء تأدية القَسم، ولا داع لانتظار ما سيفعله "حسين" طالما أنه بقي ككل العرب والمسلمين مجرّد تحصيل حاصل؟!