قبل أيام، وافقت الوكالة الفيدرالية المكلفة بأمن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية والشخصيات الرفيعة، شابين من النازيين الجدد، كان يعتزمان اغتيال المترشح الديمقراطي ''باراك أوباما'' وقتل عدد كبير من الأمريكيين السود. هذه المحاولة ليست الأولى، ففي أوت الماضي تمّ اعتقال ثلاث رجال متعاطفين مع النازيين الجدد، كانوا يتربصون بأوباما أثناء مؤتمر الحزب الذي تم فيه اختياره رسميا كمرشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسيات. وفي ذات الشهر ألقى رجال الشرطة القبض بفلوريدا على رجل كان يهدد بقتل المرشح الديمقراطي، ويقول: »إذا تم انتخاب هذا الأسود.. فإنني سأغتاله بنفسي«. وحسب الملاحظين، فإن أوباما تعرّض أكثر من غيره من المترشحين للتهديد بالقتل من منطلق عنصري، وحتى أن بريده الإلكتروني في مجلس الشيوخ تشبّع بالرسائل العنصرية، والتي يحمل الكثير منها تهديدات صريحة بالتصفية الجسدية. هذه الوقائع تعكس بوضوح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تلقّن الآخرين دروس الحرية والديمقراطية بالسلاح، مازالت تعيش الماضي العنصري، ويحيا جزء هام من شعبها بأفكار مناهضة للسود ناقمة عليهم. فرغم مرور عقود طويلة على إلغائها رسميا، مازالت العنصرية والتمييز العرقي على أساس اللون متجذّرة في المجتمع الأمريكي، يرفع لواءه النيونازيون الذين يعتقدون بأنه لا حق لأحفاد العبيد الأفارقة بالخروج من »غيتوهاتهم«، أما طموحاتهم فعليهم خنقها ودفنها. وبالإمكان اكتشاف هذه الحقيقة المرة من التصريحات العنصرية التي رافقت حملة أوباما، باعتباره أول مترشح أسود يتقدم لأول منصب ريادي في أول دولة في العالم، إذ قال أحدهم: »لن أقترع لصالح أوباما فهو أسود... لو لم يكن أوباما لكنت صوّت للديمقراطيين...لأن السود يسببون المشاكل...«. وقالت أخرى: »لا أستطيع حتى لفظ اسمه تقصد بذلك أوباما لا أعرف حتى من أين أتى، أعرف أنه نشأ في أمريكا لكنه غير أمريكي... وعلى الرئيس الأمريكي أن يكون أمريكيا...« وذهب آخر أبعد في عنصريته، إذ سوّى بين ''أوباما'' و''أوساما'' ويقصد أسامة بين لادن، بمعنى أن المرشح الديمقراطي مسلم وإرهابي..! يبقى الأمر المؤكد، أن المعضلة العنصرية مازالت متغلغلة داخل المجتمع الأمريكي، وقد تتحول إلى فخ يجهض حلم أوباما ومعه ملايين الأمريكيين من أصول إفريقية في دخول البيت الأبيض الذي مازال حكرا على الرجل الأبيض المنحدر من أوروبا. ------------------------------------------------------------------------