أنهت فرقة التدخل السريع ومكافحة الشغب التابعة للوحدة الإقليمية للشرطة القضائية ببودواو مساء أول أمس الجمعة في حدود الساعة الخامسة، سيناريو اقتحام 48 وحدة سكنية في طور الانجاز بحي 950 مسكن لهضبة بودواو، وأوقفت بموجب تدخلها هذا 16 شخصا من بينهم نساء وضعتهم في ذمة التحقيق على خلفية التسلل واقتحام سكنات بغير وجه حق، كما حجزت امتعتهم المستقدمة معهم لحظة الاقتحام، وقامت في سياق المهام المنوطة بها والمسخرة من أجلها بإخلاء كل السكنات المقتحمة. سيناريو الاقتحام، الذي انطلق ليلة الخميس إلى الجمعة في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، تم على مستوى عمارتين في الحي، حيث عمد المقتحمون إلى تكسير الأبواب وتعمير الشقق، وفي جو ساده الصمت على جميع الأصعدة، غير أن هذا الجو لم يدم طويلا، وسرعان ما تكهرب في الصباح فور التحاق المقاولين والعمال بورشات العمل، حيث اصطدموا بوضع آخر، وسائلهم محجوزة والعمارات مشغولة، اضطروا إلى إبلاغ السلطات المحلية التي كانت على علم بالحادثة وتدخلت عقب ذلك لمعالجة القضية بالطرق السلمية، إلا أن هؤلاء النزلاء أبدوا نوعا من التعنت، ورفضوا الاستجابة لاقتراحات "المير"، في وقت كانت ذات السلطات ترتب لتدخل القوة العمومية وإخلاء السكنات، وفي المقابل جهز المقتحمون أنفسهم تحسبا لأي طارىء فعمدوا إلى وضع الحجارة وقوالب البناء في السطح، وسددوا المنافذ والأبواب وهددوا باستعمال أساليب عنيفة والرد بالقوة في حال تدخل الشرطة لإخراجه.من جهتها، قوات مكافحة الشغب وفور وصولها طوقت الحي من جميع الجوانب، وتقدمت إلى العمارتين مستعملة المكبرات الصوتية، حيث ترجت النزلاء إخلاء السكنات بالهدوء والطرق السلمية وبحضور رئيس البلدية والمنتخبين الذين وعدوا هؤلاء بحلول عديدة، وأكد رئيس البلدية في حديث خاص لهم، أنه يدرك جيدا أوضاعهم لا سيما وأن هؤلاء جميعا من حي بن تركية الشعبي، ووعدهم بدراسة انشغالاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لهم حسب الأولويات، غير أنهم رفضوا الانصياع للأوامر.وقد قدر مقاول من بودواو حجم الخسائر المترتبة عن اقتحام سكنات حي الهضبة في نهاية الأسبوع المنصرم ب 270 مليون سنتيم، وأشار المقاول إلى أن الخسائر في مجملها تتعلق بالأبواب والكوادر التي اتلفت بعد تكسيرها بالقوة لحظة اقتحام السكنات، فيما تعرضت الجدران في بعض الغرف إلى التشويه في الطلاء ما يستدعي تجديدها رغم مضي بضعة أسابيع عن طلائها.